لماذا يضعون الثــعبان داخل فم الجمــل

؟

لماذا يتم وضع الثعبان داخل فم الجمل؟

يُعد الجمل من أكثر الحيوانات تحملاً للظروف القاسېة في الصحراء، ويُعرف بقدرته على مقاومة الجوع والعطش لفترات طويلة. لكن هناك معتقدات شعبية قديمة بين بعض القبائل البدوية، مفادها أن وضع ثعبان حي أو مېت داخل فم الجمل يساعد في علاجه من بعض الأمراض أو يمنحه قوة إضافية. فما أصل هذه العادة؟ وهل لها أساس علمي؟

يعتقد البعض أن هذه الممارسة تُستخدم عندما يمر الجمل بحالة يُطلق عليها "الهدّ"، حيث يفقد شهيته للطعام ويضعف بشكل ملحوظ. وفي محاولة لعلاجه، يقوم البعض بإدخال ثعبان في فمه، معتقدين أن هذه الصدمة القوية تحفز الجمل على استعادة نشاطه وشهيته. يرى هؤلاء أن السم الخفيف المتبقي في فم الثعبان أو رائحته القوية قد تثير جهاز المناعة لدى الجمل وتعيد توازنه الصحي.

من ناحية أخرى، يعتقد البعض أن الجمل قد يتعرض أحيانًا لانسداد في الحلق أو مشاكل هضمية يصعب علاجها بالطرق التقليدية. ولذا، يتم استخدام هذه الطريقة القاسېة كنوع من العلاج الصدمي الذي يُجبر الجمل على السعال أو التقيؤ، مما قد يفتح

مجرى التنفس أو يسهم في طرد العوائق الداخلية.

مع ذلك، لا يوجد أي دليل علمي يثبت فاعلية هذه الطريقة، بل قد تكون خطېرة على الجمل، إذ يمكن أن يتعرض للاختناق أو إصابات داخلية. وقد حذّر الأطباء البيطريون من هذه الممارسة، داعين إلى استخدام أساليب طبية حديثة لعلاج الجمال بدلاً من الطرق التقليدية المؤذية.

في النهاية، تبقى عادة وضع الثعبان في فم الجمل ممارسة تراثية قديمة لا تستند إلى أسس علمية، وتعكس محاولات الإنسان المبكرة لفهم الأمراض وعلاجها بطرق متاحة في بيئاتهم