======================
مند ان بدأ نظام المشيخة عند قبائل التبو قبل ما يزيد عن مائة سنة , لم يقابل هذا النظام الاجتماعى التقليدى تحديا مثلما تواجهه الان , فالعادات والتقاليد والاعراف فى كل المجتمعات البشرية تواجه جائحة الحداثة بما تحمله من مفاهيم عصرية جديدة , ان مفاهيم حرية الرأى والديمقراطية والتغيير والخروج عن تقاليد الماضىى اصبح سمة العصر وظاهرة تجتاح المجتمعات المغلقة كالمجتمع التباوى , وعليه لا غرابة من ان يخرج احد ما فى هذا المجتمع ليعلن رفضه التقليد والسير على خطى السلف فى العادات والطقوس الاجتماعية فالمجتمع التباوى لم يصبح المجتمع الصحراوى البدوى الذى نعرفه , بل اصبح مجتمع الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعى والانفتاح ليس على ثقافات المجتمعات التى تعيش فى كنفها , بل اصبح مفتوحا على ثقافات العالم الاخر ايضا.
تعاقب على سلطنة التبو فى تبستى ومند اعلانها رسميا 18سلطانا , اختلفت شخصياتهم , واعمارهم , وتجاربهم , وتحديات مراحل حكمهم ,وعليه ليس من الانصاف الحكم عليهم بمقياس الحاضر وسنترك للتاريخ تقيم اداء كل واحد منهم , ولكن يكاد الجميع يتفق على ان مرحلة حكم السلطان شهاى بقر هى معيار يجب ان لا يتجاهله كل من يريد تقييم سلطنات التبو التاريخية , فالرجل كانت له كريزمة وقيادة وقوة شخصية ندر ان توفرت لمن اتى بعده .
لا اعلم ان كان هناك نص دستورى عرفى يقر ان تكون هناك سلطنات فرعية لقبائل التبو فى كل من النيجر وليبيا يكون على رأسها سلطان ام ان الامر هو مجرد اجتهاد تولى بموجبه من هم على رأس المشيخة فى هذه الأقاليم السلطنة الان؟ بمعنى آخر هل للسلطان العام فى تبستى الولاية على سلاطين الاقاليم ؟
هذا ما ننتظر الاجابة عليه فى الحلقة القادمة...؟
الحاج بقر-تشاد