متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية؟
=======================
معظم ابناء التبو يعيشون حالة فطام مع الماضي بما يحمله من موروث ثقافي ثمتل فى العادات والتقاليد , ويعانون من حالة تباعد وعزلة عن ماضيهم وثراتهم رغم الادعاءات التى يطلقها البعض من حين الى آخر لغرض المزايدة والاستعراض بانهم لازالوا يتمسكون باصالتهم , نستثنى من هذه الحالة اللغة التباوية المهجنة بكلمات دخيلة من لغات اخرى والتى يتواصلون بها بين بعضهم البعض , وهذا الفطام والتباعد عن الماضي هي حالة وظاهرة اجتماعية تتعرض لها كل الاقليات العرقية والتى تحضنها قوميات اخري ؟ الا ان الحالة التباوية تتميز بعمق الفطام بين ماضيها وحاضرها فى ظاهرة باثوسايكلوجية لم نشهدها فى الاقليات الاخرى.
السؤال متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية ؟ يحمل مغزى هذا الفطام والتباعد ؟ فالإنسان في حالته الطبيعية يعيش الفرح والأسى ويعيش السعادة والحزن , وإذا أخذنا الغناء مقياسا للسعادة وتعبير عن الغبطة والسرور فغالبا ما يعبر بها الإنسان عن خلجات سعادته منفردا او مع جماعته... , منفردا يدندن وعلى طريقته وبلغته عندما تجيش خواطره بالسعادة فيتذكر اغنية يحبها فيتغنى بها ؟ اما مع الجماعة فهو يعيش لحظات الطرب والمرح مع الجماعة يتغنون ويرددون أغاني معروفة ومشهورة فى مجتمعهم ؟
مغزى السؤال لا زال قائما ؟ وبالامكان ان يوجه كل قارئ تباوي الى نفسه هذا السؤال ؟ ويسأل متى آخر مرة استمعت فيها الى اغنية تباوية , او غنيت فيها اغنية تباوية بنفسي؟ فى اعتقادى الشخصى سيكون 80% من المستطلع اراءهم تكون اجاباتهم لم يستمعوا الى اغتية تباوية فى مدة سنة باقل تقدير ؟
واذا صدقنا واقتنعنا بهذه النتيجة , هذا سيجرنا الى سؤال آخر وهو إذا … كيف يعبر الانسان التباوي عن سعادته وفرحه؟
الاستنتاج الذي سنصل اليه هو ان عدم التعبير والاستماع بالغناء والذى يعبر عن الموروث الثقافي للمجموعة فى حالة الفرح والسعادة , هي ظاهرة تخلى طواعية عن الماضي, وهو يندر بفراغ نفسي وثقافى للفرد والذي حتما سيشغل حيزه ثقافة اخرى ؟
على أنر ...باحث فى الثرات والثقافة التباوية -نيوزلندا