…“ عندما تتلمس الخيط الابيض من الاسود ولا تجد الفارق بينهما فاعلم بأنك في عثمة ليل ظلماء واعلم بانك قد ظللت الطريق
رباط القول …ليس هناك فرق بين راية السياسة وراية الثقافة فى مجتمع يجهل قيم الحرية؟
———————————————————————————————————————————————————
انشغلت مواقع التواصل الاجتماعية الخاصة باقلية التبو في ليبيا باليومين الماضيين بموضوع راية او (علم )..تشكل من لونين تتوسطهما نجمة خماسية سوداء على صدر صفحات البعض من وسائل التواصل الاجتماعي , حيث كثر النقاش حول مضمون وماهية هذه الراية والتى لم يعرف لها مصدر ولا برأة اختراع لصاحبها ,اذا استثنينا البعض من مواقع الفاسبوك وتويتر حيث, خرج علينا البعض خلالها بدعاية ترويجية لهذه الراية كفاصل اعلامي مدفوع الاجر.
نقاش محموم فى اوساط مجتمع التبو هذه الايام بين مؤيد ورافض لفكرة هذه الراية ؟ فما هى حقيقة هذه الراية ؟ ومن صممها ؟ وما هو مضمون اللوانها ونجمتها ؟ وهل هى راية سياسية ام هى راية ثقافية ؟ وهل هذه الراية ثمتل عموم التبو فى المثلث التباوي ام تبو ليبيا فقط ؟ وهل التبو هم في حاجة الى مثل هذه الراية من الاساس في هذا الوقت الحرج ؟ وهل تخوفات البعض من ابناء التبو بأنها تمهيد للانفصال عن الدولة الوطنية هي تخوفات فى محلها ام هى اضغات احلام لا اساس لها من الصحة؟
من حق الجميع طرح مثل هذه التساؤلات , وخاصة فى غياب من يجيب عن مثل هذه الاسئلة الملحة؟
ان غياب مرجعية اجتماعية وسياسية جامعة تحدد اهداف وهوية وثقافة المجتمع التباوي في ايطارها الوطني فتح الباب على مصرعيه, للاجتهادات والهرطقات , وجعل من كل زمرة الاعلان عن نفسها بالوصاية على هذا المجتمع والتخطيط له بدون حساب لاي عواقب سياسية او اجتماعية قد تنعكس مستقبلا على المجتمع التباوي ككل ؟
وفى الوقت الذى لا ارى فيه شخصيا مانعا من تصميم أي راية طالما حددت اهدافها وغاياتها وحتى مدلول اللوانها ورمزيتها ,الى سبيل المثال لا للحصر (رايات واعلام الفرق الرياضية , ورايات الوحدات العسكرية ,ورايات الكشافة ).. الا ان الامر يختلف كليا اذا تعلق الامر براية اقلية عرقية وسط اغلبية قومية مهما قدمت من مبررات بانها راية ثقافية ؟
:المآخد الفنية على هذه الراية هى الآتي::
تفتقد شرعية المشرع التباوي الذي اجاز هذه الراية؟-
لم يجتمع التبو فى جسم سياسي او اجتماعي في اي مكان في العالم ليقرروا بان تكون لهم راية تعبر عن ثقافتهم او كيانهم ؟
تفتقد آلية التصميم والانتاج والمصدر؟-
فى حال اكتساب الشرعية بالموافقة , كان يجب الاعلان عن عطأ فى وسائل الاعلام لتصميم راية متضمنة الرمزية والهدف , ويفتح العطأ للجميع بتقديم مواهبهم لتصميمها وتشكل لجنة لاختيار الانسب والاجمل ...وهذا لم يحصل؟
تفتقد الرمزية...؟-
ما وورد على صدر هذه الراية من رمزية من حيث الالوان والنجمة هو محل خلاف بين ابناء التبو ولا تعبر الا عن وجهة نظر صاحبها؟ و الرمزية الوحيدة المتفق عليها بين ابناء التبو حتى بدون استفتاء هو رمز( موزوري-السلاح التاريخي للتبو) والذي لم يرد مطلقا على صدر هذه الراية
فى القرن الواحد والعشرون , وفى ظل التقدم الثقنى والعلمي والمعلوماتي والاستخباراتي , يعتقد الكثيرون بان ما يقومون به يدخل فى عالم السرية والغيب الذى لا يطلع عليه احد , وهم بذلك يعزلون انفسهم عن الحقيقة التى مفادها ان الافكار تتوالد وتتناقل وتتسرب وهى بالتالي ليست بالضرورة تعبر عن مضمونها الحقيقي كما يعتقد اصحابها بل في كثير من الاحيان هى مقدمات لعوامل غيبية اخرى قد لا يدركها حتى اصحابها ؟
وتظل التساؤلات التالية تطرح نفسها بكل وضوح ودون اجابة...وهى:
هل اقلية التبو فى ليبيا فى حاجة الى راية تعبر عن هويتهم وثقافتهم؟
لماذا يتم تصميم راية قيل انها ثقافية تخص عموم التبو في سرية تامة ؟ودون ان يعلم بها احد من ابناء التبو؟ .
الباحث علي أنر —باحث في الثرات التباوي -نيوزلندا