كبار السن يعيشون كأغراب بيننا، فقد رحل أحبابهم ولم يتبقى لهم سوى الذكريات، فواقعنا لايحلو لهم في أحيانا كثيرة، فاصبروا عليهم وتحدثوا لهم بلطف، وإذا حدثوكم عن الماضي البعيد لا تقاطعوهم وانصتوا لهم بإهتمام لنونس وحدتهم، ونملأ فراغ أوقاتهم، ونشعرهم باهمية وجودهم بيننا ...
ما أقسى الوحدة التى يعيشونها ..انه سجن كبير ولكن بدون أسوار ولا سجان ...
ما أقسى الغربة التى يعيشونها بين أسرهم وهم بينهم لا يفهمون لغتهم ولا يعيشون ذكرياتهم ...
تذكروا انها مرحلة من العمر سنمر بها جميعا ...وبقدر إحساسكم بهذه المرحلة يكون مقدار تعاطفكم مع من تحبون من والديكم واقاربكم الذين تقدم بهم العمر؟
لا تحسنون إليهم من باب الشفقة بل واصلوهم من باب الرحمة و الواجب الذى قضى به ديننا الحنيف؟
كم من ابن لا يزور والديه وهم على مرمى حجر؟
كم من ابن ترك والديه يعانون شغف العيش وهو يتلذذ بطيبات الحياة؟
كم من ابن يزور والديه اتقاء كلام الناس وليس عملا بواجب؟
كم من ابن لا يسأل عن والديه وقد تغرب عنهم وهجرهم؟
ان كنت احد هؤلاء فسارع لإصلاح علاقتك مع والديك قبل أن يرحلوا عن هذه الدنيا وفى أنفسهم عدم رضى عنك؟
فوالله لن يحالفك التوفيق فى حياتك ان حصل هذا لسامح الله؟
