روما القديمة هي حضارة انبثقت من مجتمع زراعي صغير في شبه الجزيرة الإيطالية في منتصف القرن الثامن قبل الميلاد، ظهرت على طول سواحل البحر الأبيض المتوسط وأصبحت واحدة من أكبر امبراطوريات العالم القديم. تحولت الحضارة الرومانية عبر تاريخها من الحكم الملكي إلى حكم الأقلية الجمهورية ثم إلى امبراطورية استبدادية على نحو متزايد، وسيطرت روما على جنوب غرب أوروبا وجنوب شرق أوروبا والبلقان وحوض البحر الأبيض المتوسط من طريق الغزو والضم. وعند رؤيتنا لتماثيل رومانية قديمة أو عند مشاهدتنا لأفلام تاريخية عن روما، أول ما يلفت انتباهنا هو ارتداء الرجال لثوب أبيض فضفاض، لكن هل كنتم تعلمون بأنه كان أكثر من مجرد ثوب؟
وبحسب موقع History Collection، كان مجرد الحصول على هذا الثوب الذي يدعى التوغا هو أمر كبير ومهم، فكان التوغا فيريليس، أو "ثوب توغا الرجولي"، يمنح لكل صبي حرّ عندما يبلغ سن الثانية عشرة أو الثالثة عشرة. وكان يرتدي الذكور الرومان أثناء طفولتهم، ثوباً يدعى "توغا برايتيكستا"، وهو ثوب أبيض يشبه الثوب الاول الذي تكلمنا عنه ولكن مع خطوط بنفسجية، ولم يكن الصبيان قادرين على التخلص والتحرر من تلك الخطوط إلا عندما يصبحون رجالاً، وبهذا أصبح الثوب الأبيض رمزاً للرجولة والكمال بالنسبة للرومان. وكان الإندفاع للحصول على هذا الثوب ليس فقط بسبب الخطوط البنفسجية، بل لأنه وبمجرد الحصول على ثوب توغا فيريليس، يصبح الرجل مخولاً بالحصول على جميع الحقوق التي تصاحب المواطنة الراشدة في روما قديماً، ولكن يجب عليه أيضاً أن يتحمل المسؤوليات التي تأتي معها أيضاً.
ومن أشهر المراجع التي تشير إلى ثياب التوغا كانت قصص حياة يوليوس القيصر، حيث اقترن اسم هذا القائد بزوجته الأولى كوسوتيا قبل حتى أن يحصل على ثوب توغا فيريليس خاصته. وبمجرد أن سُمح للقيصر الشاب بارتداء ثوب التوغا الرجالي خاصته، تخلى عن زوجته. ولم تتحدث المصادر التاريخية عن سبب هذا الطلاق، على الرغم من أنه كان من المؤكد تقريباً أنه وقع لأغراض سياسية. وبعد هذا، اختفت كوسوتيا بشكل كامل من صفحات التاريخ إلى الأبد. بينما قام القيصر باستغلال كل الامتيازات والقوة التي جاءت مع ثوب توغا للرجال، وانطلق في رحلته سعياً وراء السلطة