ماذا يكتب الاخرين عن اقلية التبو؟
التالى منقول عن موقع (المولد) الالكترونية.
------------------------------------------------------------------------------
قبائل “التبو” المنسية في التاريخ الماضي والحديث.. يلقون التحية من على بعد 10 أمتار?
يعاني المؤرخون من قلة المعلومات عن هذه القبيلة التي يصل تعدادها تقريبا إلى 350.000 نسمة وهم من المسلمين، إنها قبيلة التبو تعيش في شمال “تشاد، ليبيا، النيجر، والسودان”، كما أن معظم الذين كتبوا عن هذه القبيلة هم من الرحالة الذين لم يعايشوهم وكتبوا عنهم القشور، لأنهم كتبوا عن هذه القبيلة وهم في محطات راحتهم التي كانوا يسيرون فيها عبر الصحراء الليبية، ولكن التبو لم يسجلوا عن أنفسهم ولا تاريخهم شيئاً يذكر، كما أنهم لم يخلفوا آثاراً واضحة المعالم يمكننا من خلالها الاستدلال عليهم.
قبائل التبو
وللتأريخ لهذه القبيلة يمكن البدء من زمن هيرودوت المؤرخ الإغريقي الذي كان يعيش في القرن الخامس قبل الميلاد، وكان أثناء رحلته إلى شمال إفريقيا وكتب عن القبائل التي تسكن في صحراء ليبيا، مثل “الجرمنت” و”التروجلبدات“، و تتشارك مع التبو في بعض الصفات التي يرى البعض أنهم قبائل التبو والطوارق، وكان الجرمنت أي التبو من ذوى البشرة الخليطة البيض مع السود.
وكلمة التبو في لغتهم تتكون من مقطعين “ت” ويعني الدنيا أو العالم، والمقطع الثاني “بو” ويعني الكبير، وبالتالي يكون الاسم المجمل لهذه الكلمة هي “العالم الكبير” ، وقد عرفها البعض أنها مأخوذة من كلمة تبوك، وفسرها أيضا آخرون أنهم كانوا كفارا وقيل لهم توبوا فتابوا وسموا بعدها بالتبو ولكن هذا المعنى لا أصل له من الصحة لأن هؤلاء القوم عرفوا قبل ميلاد المسيح بخمسمئة سنة سواء اختلف أم اتفق المؤرخون.
تشابه كبير بين الطوارق و التبو
تختلف قبائل التبو في النسب إلا انهم اتفقوا على المسمى الجامع لهم، وهم مجتمع ريفي ولا يزال متمسكاً بعاداته وتقاليده ونظام حياته الخاص، وهم كغيرهم من القبائل الطوارق والأمازيغ، والبربر، وعندهم عادات لا يتبرأون منها رغم حداثة العصر، فعندهم السلام إذا التقى اثنان من المعارف على الطرق يجلسان على مسافة عشرة أمتار عن بعضهم ويمسك كل منهم قضيبه، ويصرخ أحدهم “كلاهن كلاهن كلاهن” ، ليجيب الآخر عليه “نوبانشتنادنان“، فيجيبون على بعضهم البعض مرة أخرى “لاها، لاها، لاها “، ويزيدون في تكرارها ويقتربون من بعض، ويسلمون بالأيدي دون تبادل القبل، وعن تحية الوداع، فيقولون ” شسودوهونو” ، والآخر يقول “ناختغال“.
تُعرف قبائل التبو بالنشاط اللامتناهي وتحملهم للأعباء، ومعتدلي الهيئة، وخبراء في استخدام الأسلحة، ويمتازون بالترحال، كما اشتهروا بالمروءة والكرم والجود، وهم من سكان ليبيا الأصليين، وليس كما يقول البعض أنهم مهاجرون إلى ليبيا من اليمن أو إثيوبيا ومعظم الكتابات تتحدث أنهم موجودون في الجنوب الليبي منذ القدم، ومعظم الكتب الغنية بالمعلومات عن التبو لم تترجم إلى العربية.
تنقسم قبائل التبو إلى فرعين أساسيين هم التيدا والدازا، ولكنهم على قناعة تامة باشتراكهم في الأصل، رغم اختلاف بعض الطبائع واللهجة، “تيداجا “تيدا تبو” ودازاجا “دازا تبو”، ويبلغ عددهم 312.000 شخص، بينما عدد التيدا 42.000 فقط.
التيدا
هم بدو رحل لم يستقروا في مكان بعينه، ويسكنون جنوب ليبيا وبالتحديد في القطرون وتجرهي ومرزق وأوباري والكفرة وربيانة وكذلك شمال تشاد في منطقة “تبستي النيجر “في منطقة “الكوار” ولهم لهجتهم الخاصة بهم تسمى” التيداجا“، ومن الشخصيات المشهورة من التبو التيدا، دوردا شهاي أو السلطان شهاي حيث كان من السلاطين الأقوياء الذين حكموا التبو، ومينا صالح وهو شيخ من الشيوخ الأقوياء في القطرون وقاوم المستعمر الإيطالي بشراسة، وعثمان كولي وهو مجاهد معروف بصلابته وشجاعته في مقاومة الاستعمار الفرنسي في النيجر.
التيدا
الدازا
هم رحل وحضر وهؤلاء يسكنون في شمال تشاد وبالتحديد في “بوركو وانيدي”، ووسط وغرب تشاد ومنطقة بحر الغزال، ويعتبرون من المحاربين، وهم مسلمون يتكلّم الدازا لغة “دزغا ” التي تشترك مع الفروع الأخري من قبائل القرعان في المعاني وتختلف من حيث النطق إمالة وتفخيما في بعض الأحيان ،عموما قبيلة القرعان يمكن أن نقول إنها تمثل الانصهار الإفريقي ورموزاً للوحدة الإثنية في إفريقيا ولا ينقص ذلك من شجاعتهم وشراستهم .
الدازا
وتتعدد العائلات في هذه القبائل ومنها “تماقره، فوكتيه، توجيه، أخريصات، طاويه، أوزيه، فورتناه، مداه، مادنه، فيضاء، أضيا، أرنا، كوداه، تازادياه ، تمرتياه، تى قاه، راماه، سر دقاه، أورقي، كيسه “، وهذه هي القبائل التى تعرفت عليها يحكمها نظام حياة قديم جدا منها ما يعود لقانون “حامورابى ” مثلما يعرف فى حق المرأة ومؤخر صداقها، وعندما نعود لبداية الحديث عنهم فإن أول كلمه يقولها التباوى عند اللقاء به هى (( كهلانى )) اى كهلان وكهلان قبيلة عربية مشهورة.
وهذه أشهر الأمثال الشعبية لديهم، “تريه أومتى مدى ظاكيه” وتعنى الطريق علامة والحكم سوابق، “كورينمى فتاكنتو قواتيه قنتفوا” وتعنى لا تخف الأثر فى الرمال وأنت على الجمل