الاحتفال بأبغض الحلال عادة تجمع بين المرأة التباوية , والمرأة الموريتانية؟

16602805_1843803382510241_7700818432318440642_n.jpg

----------------------------------------------------------

تحتفل المرأة الموريتانية بطلاقها وتقام لها الاحتفالات والولائم وتُرفع الزغاريد وتُقرع الطبول، إيذاناً بعودتها إلى بيت أهلها الذي ترى فيه قصر كرامتها المنيف، وحيزها الجغرافي الذي تلجأ إليه كلما غادرها الزوج، وتبدأ مرحلة جديدة لا يعتريها فيها نقص ولا وجل ولا أثر تجربة فاشلة، ولا يحاسبها المجتمع على ذلك، وتتساوى حينها مع النساء اللواتي لم يتزوجن.


لحظة إشعارها بالطلاق من طرف زوجها تنتقل المرأة الموريتانية من بيته إلى بيت أهلها ، فتستقبلها أمها وأخواتها بالزغاريد وتضرب لها الدفوف وتقرع لها الطبول، فرحاً بعودتها وخلاصاً لها من الارتباط الأسري بذلك الزوج الذي يتحول إلى مائدة دسمة للنقد والسب أحياناً، على الرغم من أنه كان بالأمس القريب محط احترام وتقدير وإشادة بحسن إكرامه لها والإحسان إليها.

وتنظّم صديقات المطلقة حفلاً على أنغام الموسيقى، يحضره بعض الشعراء ويتغنوا بمحاسنها وجمالها، وتُتناقل أشعارهم لتصل إلى أكبر عدد من المرشحين المحتملين للزواج بها.

وفي بعض المناطق الموريتانية يتوجب على أحد العزاب الرجال تنظيم حفل الطلاق لها، وهو ما يسمى لهجياً بـ”التحريش”، لإغاظة طليقها علّ الغيرة تدفعه للرجوع عن قراره، ويتعهد العازب الذي ينظم الحفل بالتظاهر بحبها والتغزل بجمالها وأخلاقها ووصف زوجها بالغباء وانعدام الحظ، فكيف له أن يُزيّن بيته بهذه الزهرة الندية ثم يطلقها  الرجل؟

من جانب آخر وبالمقارنة بالمجتمع التباوى فى الصحراء الكبرى

ومن عادات قبائل التبو الفريدة ان المرأة التباوية عندما يتم طلاقها تزغرد فرحا..وتدعوا الاقارب والاصدقاء للغناء والرقص ...هده العادة لازالت تمارس وحتى وان تقلصت مراسمها فى المدن ولكن بالقرى لازالت كما هى ؟

ليس هناك مصدر تاريخى وثراتى يفسرلنا هده الحالة المتفردة لقبائل التبو والطوارق الا انه وبالتحليل النفسى والاجتماعى لقبائل الصحراء يمكن ان يعزوا دلك الى قوة الشخصية والكبرياء عند المرأة التباوية والتى ترى فى عملية الطلاق اهانة لها وهى بالتالى تعوض دلك بالفرح بدل الحزن..حتى تستعيد كبرياءها وتغيض خصمها وهو زوجها السابق ..وكلما تزوجت المطلقة مبكرا كلما كان التعويض النفسى اكبر والقيمة الاجتماعية لها اكبر ..والعكس صحييح للزوج المطلق خسارته الاجتماعية وكبرياءه الشخصى اكبر .

مرجع دلك ربما الى عامل التربية الصحراوية القاسية والتى تغرس وتحقن كل قيم قوة الشخصية والندية والكبرياء فى نفوسهن وفى فترة مبكرة من مراحل الطفولة؟


ومن ناحية اخرى وبالرجوع الى عامل التحليل النفسى والاجتماعى لظاهرة الاحتفال بالطلاق يعد من قبيل الاشهار عن حالة اعلان بان المرأة المطلقة على استعداد للجواز والدخول لتجربة زواج اخرى  ..ففى المجتمعات الصحراوية فى موريتانيا او فى ليبيا او النيجر او تشاد فى مجتمع التبو يعد الزواج من المطلقات ظاهرة ايجابية للمرأة والرجل على حد سواء