عرفت النار منذ نشأة الإنسان على سطح الارض بأنها مصدرٌ للضوء والدفء، كما استخدمها الإنسان البدائي في طهي لحوم الحيوانات ليقوم بتناولها وكسائر الأشياء الأخرى تعد النار هي الشيء الوحيد الذي ليس له ظل وهو ما يجعل الإنسان في حيرة من أمره ويتساءل عن السب وراء ذلك.
ومن المعروف علميا أن النار أو الضوء بشكل عام يُنتِج ظلاً للأشياء التي يتم وضعها أمامه، وللتحقق من هذا الأمر يمكنك إجراء تجربة بسيطة من خلال إشعال عود ثقاب ووضعه على بُعد 10 – 15 سم عن الحائط، ثم وضع مصباح خلف يدك التي تحمل عود الثقاب المشتعل وسلط الضوء على عود الثقاب، عندها سترى الظل الوحيد على الحائط هو فقط ليدك وللجزء غير المشتعل من عود الثقاب، أما الشعلة فلا يوجد لها أي ظل.
ويأتي التفسير العلمي لهذا الأمر بسيطٌا للغاية، وهو أن النار بذاتها هي مصدرٌ الضوء وبالتالي لن تكون قادرةً أبداً على إنتاج الظل، فإذا قمنا مثلاً بإشعال أحد السطوح بالكامل، فمن الطبيعي ألا يظهر له ظل على الإطلاق.
ويعتقد بعضُ الأشخاص أن هذا الكلام خاطئ ويظنون أنه كذبٌ أو من نسج الخيال، وخاصةً عند رؤيتهم انعكاس النار على سطح بحيرةٍ مثلاً، فقد يجولُ في أذهانهم أن ذلك الانعكاس وما حوله هو ظلٌ للنار إلا أنهم لا يكونون على صوابٍ أبداً، ولكن الجواب العلمي على هذا هو أن الذي يظهر هو مجرد انعكاس للضوء وليس ظلًا، وما يظهر هو ظاهرة طبيعية لانعكاس الضوء.