-----------------------------
التواصل مع الاخر ضرورة من ضرورات الحياة , هذا الاخر قد يكون أخ شقيق او غير شقيق , وقد يكون صديق مخلص او غير مخلص , وقد يكون جار وفى او غير وفى , وقد تكون قرية او مدينة او حتى دولة فى الجوار ؟
لا يمكن ان يعيش الانسان على هذا الكوكب بدون تواصل وتبادل معلومات ومصالح.ولكن تمة حواجز قد تمنع هذا التواصل وتمنع تبادل المنافع بين البشرعلى هذا الكوكب,هذه الحواجز تعرف بحواجز الجغرافيا وهى حواجز ذات طبيعة مادية قد تمنع التواصل ولكن بالامكان التغلب عليها بوسائل الثقنية والتواصل الاجتماعى اذا خلصت النيات؟ لكن الاهم من حواجز الجغرافيا هى الحواجز النفس وهى حواجز من صنع الانسان ويصعب التغلب عليها فى كثير من الاحيان لانها كامنة فى نفس الانسان؟
كانت هذه مقدمة ضرورية لتسليط الضوء على خطر التقسيم و الذى بدأ يحدق بليبيا الوطن؟
على مدى ستون عاما حافظت ليبيا على وحدتها تحت عنوان : المملكة الليبية المتحدة ..وكذلك تحت عنوان الجمهورية العربية الليبية او الجماهيرية الليبية ؟ لم يكن هناك خطر يهدد بتقسيم الوطن ولكن المخاوف كانت لا تغيب عن ادهان البعض من الذين لديهم وعى بالمستقبل . ومند سنة 2011م اصبح الخطر واضحا وبدأت دلائل التقسيم النفسى فى نفوس الليبيين تتضخم شيئا فشيئا حتى تجاوزت حواجز الجغرافيا. خطاب الكراهية والتى كانت احدى مكتسبات فبراير المجيدة كان لها الفضل فى بناء اولى الحواجز النفسية بين الليبين ما لبثت ان تحولت الى حاجز جغرافى متين بين مدن منتصرة ومدن مهزومة كلاهما على استعداد لرفع راية استقلال وعزف نشيد انفصال ؟
لم تقتصر الحواجز بين المدن فقط بل طالت حتى الانسان الليبى نفسه فاصابت العلاقات الاجتماعية فى مقتل فد مرت العلاقة الاخوية بين الاخ واخيه ,والصديق وصديقه ,والجار وجاره,واصبح التمترس وراء جدار الانا والمحصن بدرع الكراهية هى علامة مميزة لتقسيم البيت الى غرف , والشارع الى ازقة , والحى الى نواحى , والمدينة الى ضواحى , والوطن الى اقاليم.
لاشىء يمنع تقسيم ليبيا الوطن , طالما التقسيم نال من النفوس ولازال يعمل بها , وحواجز الكراهية بنيت فوق جدار المحبة بين الاخوة .
وكما هو معروف فى علوم الطب: العلاج النفسى يحتاج الى جلسات مطولة واطباء مهرة وقبل ذلك اعتراف المريض بانه مريض وعلى استعداد للعلاج