لا يوجد شعب متحضر وشعب متخلف! هناك نظام متحضر ونظام متخلف. انزع الأمن والنظام عن أي مجتمع: ستسقط قشرة الحضارة، وتولد الكائنات المتوحشة التي تعيش على السلب والنهب! تسقط الأسنان اللامعة ومعها «ابتسامة هولييود» وتبرز الأنياب الجائعة.. تتآكل الأنامل الناعمة وتنبت بدلاً منها المخالب! ملايين الكلمات الطيبة لم تستطع أن «تؤنسن» هذا الإنسان. لا يزال الإنسان كائناً متوحشاً. انزع عنه قشرة الحضارة، واستفز عرقه، أو معتقده، أو الطائفة التي ينتمي إليها، ليخرج لك هذا المارد خلال لحظات غضب! أنا لا أتحدث عن مجتمع وبلد ينتمي للعالم الثالث (أو العاشر) أنا أتحدث عن أمريكا وفرنسا عندما يحدث فيهما أي اضطراب.. سترى الحرق والسلب والنهب، أتحدث عن الأنجليز عندما يهزم فريقهم في كرة القدم!! الإنسان: كائن متوحش.. وحدها القوة تحكمه كما يجب. والقانون يروّضه. والحضارة تهذّبه. ولا يوجد شيء في هذه الحضارة هذّب النفس البشرية أكثر من الأديان.. وباسمها - الأديان - ازهقت الكثير من الأنفس. مفارقة عجيبة! كل إنسان - لم تُهذّبه الحضارة.. أو يُروّضه القانون - هو: مشروع «وحش»!
منقول—-