هل صحيح أن من لا ماضي له، لا حاضر، وحتى لا مستقبل له؟


————

هل صحيح أن من لا ماضي له، لا حاضر، وحتى لا مستقبل له؟

حضارة مصر عمرها أكثر من ستة آلاف سنة، بينما تاريخ سنغافورة أقل من ستين عاما.

مصر دولة فقيرة، وتكاد الديون تكسر ظهرها، بينما سنغافورة من بين الدول الخمسة الأكثر ثراءً في العالم.

تاريخ العراق لايقل عن سبعة آلاف سنة، بينما لا يتجاوز تاريخ موريشيوس الستين عاما، ولكن دخل الفرد في موريشيوس يتجاوز دخل خمسة عراقيين.

موريشيوس لا تملك نفطاً، وفقيرة جيولوجيا، بينما تملك بلاد الرافدين، وحدائق بابل كنوز الجيولوجيا.

تاريخ اصغر قبيلة ليبية يتجاوز تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، فأين امريكا الدول الأعظم اقتصادياً، وعسكرياً، وأين نحن؟

الماضي ليس سبباً في صناعة التقدم، بل كثيرا ما يشكل عبءً على هذا الحاضر.

ولو لم يتخل اليابانيون على بدلة الكيمونو التقليدية، ويرتدون عفريتة الشغل لظلوا مثل بلدان العالم العربي.

التقدم لا تصنعه كتب التاريخ، كراكيب الماضي، والجثث المحنطة، إنما بالمعرفة والتعليم، وتعزيز قيم المواطنة.

سنغافورة التي كان تسن فيها القوانين التربوية من خمسين عاما، كعقوبات البصق في الشارع العام، هي الاولى في التعليم حسب تصنيف دافوس.

أما مصر بلد منارة الإسكندرية، واهرامات الجيزة، وابوالهول، فهي فى المرتبة 139 على تصنيف دافوس لجودة التعليم.

القديم مستودع مهم لشعب يحترم التراكم، ولكنه حمل ثقيل لشعوب لا ترى هذا القديم إلا من نافذة الحنين للماضي، مرض النوستالجيا

منقول…