"ومن يُؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثير"...صدق الله العظيم



  ·


الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها”.... الحكمة هي عصارة خبرة ومعرفة وتأمل في الحياة، والإنسان يتلمس الحكمة فى الحياة باعتماده على خبرات وتجارب الحياة ذاتها والتي لا بد أن يمر بها , أو تمر بها المجتمعات فتستخلص وتجرد من تفاصيلها الدقيقة قواعد عامة يمكنها أن تكون هي تلك الحكمة التي نتلمسها.والحكمة مشتقة من اسماء الله الحسنى فهو ( الحكيم )..وهي صفة من صفات الأنبياء والرسل والصالحين من البشر عموما ؟

الحكماء والمصلحون الاجتماعيون دائما كانت لهم أدوار متعددة في مجتمعاتهم في صنع السلم الاجتماعي وذلك بإخماد نار الفتن , ونزع فتيل الحرب الأهلية , وقيادة المصالحة المجتمعية و التسامح بين المكونات الاجتماعية, وعليه لا غرابة أن يظهر الحكماء عندما تعصف الفتنة في أي مجتمع , وينتشر الباطل والتطرف والغلو والعصبية بمختلف توجهاتها ومشاربها ؟

شهدت ليبيا عموما , والجنوب الليبي بصفة خاصة بعد أحداث فبراير 2011م , صراعا أهليا بين مكونات المجتمع الليبي أدت إلى تمزق جزيء للنسيج الليبي يهدد بتمزيق كل الكيان الاجتماعي الليبي حاضرا ومستقبلا حيث لا زلنا نشهد آثاره الاجتماعية , والنفسية والسياسية حتى هذه الساعة ؟

رغم مرارة هذا الصراع , إلا أنه كان فرزا حقيقيا بين دعاة الخير, ودعاة الشر , والعاملون بالمعروف و المنادون بالمنكر , وبين محبي الوطن وأعدائه , واظهر لنا هذا الصراع من يتمتع بالحكمة ويدعو إلى الإصلاح والسلام , ومن يوقد نار الفتنة ويدعوا الى مزيدا من سفك الدماء مثله فى ذلك مثل الشيطان الذي طرد من الجنة؟

الحاج محمد طاهر بشير عميد من اعمدة الحكمة فى الجنوب الليبي , أتاه الله الحكمة وهو خير كثير له ولمجتمعه , شخصية اجتماعية تتمتع بقدر عالي من الحكمة , وبعد النظر , والأيثار , والاحترام’ والتقدير يجتمع عليه الفرقاء , ولا يزايد عليه الأصدقاء , وهو قاسم مشترك فى معادلة الصراع بين المكونات الاجتماعية في الجنوب الليبي لا يختلف عليه اثنان , كان له دور بارز وايجابي في إرساء السلم الاجتماعي في مدينة مرزق , هذا الصراع الذى استمر أكثر من ثلاث سنوات ونيف بين سكان مرزق , نتج عنه قتلى , ومفقودين , ونازحين , وخسائر في الأنفس والارزاق , مرزق العاصمة التاريخية للجنوب الليبي التى انصهرت فيها كل الاعراق , لم تنجوا هي الاخرى من الفتنة؟

على مدى السنوات الماضية , كانت هناك مساعي اجتماعية للمصالحة ولم الشمل وكان الحاج محمد طاهر وزملائه على رأس هذه المساعي , كان عملا شاقا ومضينا, طموحا ثارة ومحبطا ثارة أخرى , كان هو وزملائه الجنود المجهولون الذين صنعوا السلام بتوفيق من الله لهذه المدينة العريقة والتي ستكتمل انشالله بعودة كل النازحين والمهجرين الى مدينتهم قريبا , رغم كل العراقيل التي يضعها أعداء المدينة..

لا يسعنا ونحن نشاهد الحكمة تؤتي اكلها , الا ان نعبر عن خالص تقديرنا واحترامنا لصاحب الحكمة , الحاج محمد وزملائه فيما وفقهم الله من عمل ’ وسيشهد التاريخ والاجيال القادمة فى فزان بانكم انقدتم هذا الاقليم من الفتنة وصنعتم سلام الشجعان.

بسم الله الرحمن الرحيم …"وَ قُلِ اعْمَلُوْا فَسَیَرَى اللّٰهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُوْلُهٗ وَ الْمُؤْمِنُوْنَؕ-وَ سَتُرَدُّوْنَ اِلٰى عٰلِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَةِ فَیُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُوْنَ"...صدق الله العظيم

محمد طاهر