...في ذكرى الإستقلال ...
السادة أعضاء البرلمان عن الدائرة السابعة مرزق.
الاخ نائب رئيس الوزراء عن إقليم فزان بالحكومة الليبية.
السيد وزير الدفاع بالحكومة الليبية.
...بعد التحية...
يعد العهد التركي والذي امتدت فترة حكمه لفزان لمئات السنين هو اشد العهود وطأة على سكان فزان،والذين تعرضوا خلاله إلى أشد أنواع التنكيل على أيدي الولاة الذين اتصفوا بالظلم والقسوة المفرطة والشراسة في التعامل مع الأهالي،واثقالهم بالضرائب الاتاوات وما عرف ب(الميري)والتي كانت تفرض على المنتوجات الزراعية والتمور والنخيل والمزارع والبهائم والانعام والممتلكات، وحتى على البيوت فرضت ضريبة يزداد مقدارها بزيادة عدد ابواب البيت. وتكليف الأهالي بما لا يطيقون كأعداد وجبات الطعام والتنكيل بهم في حال عدم قدرتهم على ذلك،ومن يسلم منهم من جور الولاة تفتك به الأمراض والمجاعات،
وبين الفينة والأخرى تتعرض القرى والواحات لهجمات الفلاقة التي تهلك الحرث والنسل ولاتبقي شيئًا ولاتدر وتجعل حالة السكان اشد مرارة وأكثر بؤسا.
بعد دخول الطليان واستعمارهم لليبيا وانتهاء فترة الجهاد واخضاعهم لفزان شهدت المنطقة بعد عام 1930م نوع من الإستقرار وارتاح الأهالي من سطوة الولاة وتسلط الجباة وشهدت المنطقة نوع من الإدارة الحديثة في الحكم وتنظيم الجباية بما رفع بعض المعانة عن كاهل المواطن الذي اخضعه الطليان ومن بعدهم الفرنسيس ردحا من الزمان إلى ان نالت بلادنا الاستقلال ،
بعد الإستقلال عاش المواطن في فزان ثمانية عشر عاما في ظل المملكة الليبية تنّعم فيها بالحرية والأمن وارتفعت معاناته بارتفاع الضرائب والاتاوات عن كاهله، كما عاش اثنان وأربعون سنة من عهد سبتمبر وكانت أكثر امانا واسقرارا ورخاءً عن العهد الذي سبقه،
بعد 17فبراير2011م وحيث وعدنا بالتغيير والحرية والعدالةوالرخاء،
وبدلا من ذلك انقلبت حياتنا شقاءً وبؤسا بعدأن استجدت علينا ظاهرة جديدة لم نألفها من قبل وهي ظاهرة بوابات الاتاوات والتي انتشرت سريعا على طريق سبها-ام الأرانب-القطرون، بحيث أصبحت تزاحم بعضها البعض،
هذه البوابات جارت علينا وتسلطت علينا،وفرضت علينا الرسوم والاتاوات واجبرتنا على دفع الميري جبرا وقهرا وعلى جميع البضائع والسلع والمنتوجات بمختلف أنواعها والمتجهة شمالا وجنوبا،
حيث أضحت الشاحنة المحملة بالسلع التموينية والمتجهة من سبها الى القطرون تدفع ما قيمته (12500د.ل) للبوابات،مع ان اجرة الشاحنة تبلغ 8000د.ل.
الأمر الذي تسبب في رفع الأسعار وارتفاع تكاليف المعيشة،
وهذا الأمر يسري علي كل قرى ومدن بلديات حوض مرزق،وكلما بعدت مسافة المنطقة وامتدت زادت قيمة الاتاوة،(علاوة بعد).
والادهى والامر في الأمر
هو تبعية هذه البوابات لكتائب تابعة للقوات المسلحة،
وكان من الأولى لهذه الكتائب التوجه جنوبا للحدود لحراستها من الإنتهاكات والتهريب، وتنظيم ومراقبة حركة دخول البضائع والأفراد، وفرض الأمن وحماية المسافرين،
وعليه ومن باب المسؤلية كونكم ممثلين للشعب فعليكم تحمل مسؤولية توصيل صوتنا وشكوانا لمن يملكون سلطة وقرار إنشاء هذه البوابات وازالتها،
اعلموهم بأن الحدود الجنوبية تبعد عن القطرون بأزيد من 300كم،وأن مدننا وقرانا تقع داخل الأراضي الليبية،وبالتالي من العدالة أن نعامل كباقي الليبين،
والله ان هذه البوابات اشعرتنا بالظلم والجور والتمييز ،وولّدت في قلوبنا ونفوسنا الغبن والالم،
كما نود أن نلفت عنايتكم إلى ان بعض عمليات التفتيش والمداهمة التي تشهدها المنطقة هي أقرب إلى أعمال القرصنة والفلاقة منها إلى المهام الامنية
واليوم في ذكرى الاستقلال وبعدأن ضاقت بنا السبل ولم يتبقى لنا من باب نطرقه لرفع المعانة ودفع الغمة إلا من خلالكم، فها نحن نرفع مظلمتنا اليكم
فكونوا عند حسن ظننا