أول شهادة دكتوراه تباوية -على غداء تقليدي تباوي؟
أول شهادة دكتوراه تباوية -على غداء تقليدي تباوي؟
〰️
أول شهادة دكتوراه تباوية -على غداء تقليدي تباوي؟ أول شهادة دكتوراه تباوية -على غداء تقليدي تباوي؟ 〰️
الطموح ليس له حدود , والبحث العلمي ليس له أفق, والعزيمة اذا اقترنت بالايمان تفعل المستحيل,هذا ما خلصت إليه تجارب التاريخ , وأكده الواقع من خلال شخوصه ؟
لكل شعب على هذه الأرض عاداته وتقاليده, وتراثه الممزوج بالتجارب والمنقول عبر الماضي الى الحاضر والموسوم بـ الثقافة بكل مكوناتها –من بيئة -نبات وحيوان -وماء وهواء -ومن لغة ودين وطقوس اجتماعية أخرى تترك أثرها على عادات الإنسان وتقاليده بدون سابق اندار؟
الغداء جزء اساس من حياة الإنسان بها يحي , ومن اجلها يسعى ويكدح ويسعد,والشعوب ومنذ مطلع التاريخ اختلفت فى فنون صنع غذائها , فاستغلت البيئة -وسخرت إمكاناتها و طورت أدواتها, واضافت اليها افكارها وابداعاتها المحلية ؟
شعب التبو في الصحراء الكبرى من افريقيا , كغيره من شعوب الأرض له تقاليده وعاداته فى صنع الغذاء , وقد عكست ثقافته وبيئته التي نشأ بها ,وهو شعب بدوي يعيش على ما تجود به الطبيعة من غداء , والطبيعة الصحراوية قاسية وجافة ولا توجد به الكثير مما يمكن استغلاله والاستفادة منه ؟
الحنظل - يسمى باللغة التباوية " أبر "- وهو نبات صحراوي من الفصيلة القرعية الزاحفة , يوجد في صحراء مناطق سكن قبائل التبو , كما يوجد في أماكن كثيرة من العالم - ينمو هذا النبات في فصل الخريف وينتج ثمار كروية , تكون فى البداية فى حجم التفاحة لذى يطلق عليه في بعض الثقافات التفاح المر؟
الحنظل بكل مكوناته نبات شديد المرارة حتى أصبح يضرب به المثل فيقال " امر من الحنظل أو أمر من العلقم "ولكن هذا النبات رغم مرارته , استغله شعب التبو , وصنعوا منه أكلا لذيذا عرف في ثقافتهم باسم -أبر- ؟ صناعة هذه الاكلة عملية غاية فى الإتقان والدقة والصعوبة –وهي بحق براعة اختراع لم يسبقهم بها أحد فى العالم –ان تعالج مرارة بذور الحنظل وثماره وتتخلص من مرارته وتجعله صالح للاكل فهذه معجزة انسانية بحق ؟
و الاهم والاعظم من ذلك كله هو , ان هذه الاكلة الشاقة تعده وتشرف على تحضيره نساء التبو فهو ليس من عمل الرجال؟ تبدأ من جمع ثمار الحنظل في الصحراء عندما تجف وتكسيره وإخراج لبه , وجمع بذوره ومن تم معالجتها بطريقة فنية الأمر الذي يستغرق وقتا غير قليل؟
الدكتور يحيى خميس أرديه , احد ابناء التبو لم يفارقه حلم الحصول على الشهادة العليا والدقيقة – ,و لكن الدكتور يحيى لم يكن كغيره من الطامحين للحصول عليها في أي تخصص او موضوع بحثي –فكان موضوع اختيار-نبات الحنظل من أولويات اهتماماته,---- وكيف لا ؟؟؟ وهو ابن التبو الذي نشأ وترعرع في كنفها , وشرب من معين ثقافتها , وحمل وموروثها الاجتماعي حتى كبر…الدكتور يحيي تحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الإسكندرية -مصر وكانت رسالته تحت عنوان:
— " التقييم الغذائي لبذور الحنظل المجهزة تقليديا في بعض مناطق الجنوب الليبي وتطبيقاتها في مجال الأغذية"
ما اكتشفه الدكتور يحيى , وما توصل إليه من نتيجة هو ان تحضير بذور الحنظل بالطريقة التقليدية التباوية وجعلها قابله للاكل بدون مرارة , لا تفقده قيمته الغذائية, في كل مكوناته؟
هنيئا للدكتور يحيى بهذا الانجاز –وهنيئا للمرأة التباوية صاحبة براءة الاختراع في طريقة تحضيره وجعله صالح للأكل؟
المقال حصري –لصفحة تبوناشن -وموقعه الالكتروني -تبوبوست
صديق الصفحة : الكاتب محمد مادكديميي
