حديث قهوة الصباح ...
=============
سلسلة محاضرات فى التنمية البشرية
الحلقة رقم (2) التدريب وكسب المهارة
نظام التعليم المعتمد فى مجتمعات العالم الثالث يمكنك من الحصول على شهادة لدخول سوق العمل دون اى مهارة ..فأنت تتدرج فى سلم التعليم من المرحلة الابتدائية – الاعدادية –الثانوية –ثم المعاهد المهنية او الجامعة فى هده المجتمعات هناك اعتقاد بانه وبمجرد حصولك على الشهادة الجامعية اصبحت مؤهلا للولوج الى سوق العمل حسب تخصص شهادتك العلمية وهذا اعتقاد خاطىء...لان مناهج التعليم فى هذه المجتمعات لا تؤهل بشكل دقيق خريجا كامل المهارة ينخرط فى سوق العمل مباشرة.
اصبحت المعاهد والجامعات فى هده المجتمعات بؤر لتفريغ كوادر نصف متعلمة تحمل شهادات ولا تحمل مهارات وخبرة وتفرض هذه الكوادر بفعل الثقافة المجتمعية وايضا السياسية المتخلفة بالواسطة والمحسوبية على مرافق الدولة فتكون كما هائلا من الكوادر الامية والتى تحمل شهادات عليا دون اى مهارات فى هذه المرافق..فيصبح لدينا مهندس فاشل لا يعرف الهندسة ..وطبيب فاشل لا يعرف الطب...ومدرس فاشل لا يعرف اصول التعليم..تكون النتيجة كارثية على المجتمع تنعدم الثقة فى الكوادر المحلية نتيجة فشل مشاريع البناء والعمران وفشل البرامج الصحية والتعليمية ويتجه المجتمع للخارج لطلب الخبرة ..يتجه المواطن للعلاج بدول الجوار ..ووتتجه الدولة للتعاقد مع المكاتب العالمية لانجاز مشاريعها فى العمران والبناء...ويتجه المقتدريين من ابناء المجتمع للخارج لنيل قسط من التعليم الجيد.
هذه الحالة ليست بالمطلق بطبيعة الحال هناك دائما المجتهدون والذين يعتمدون على انفسهم من اجل تطوير مهاراتهم وذلك بكسب الخبرة والمهارة ليمكنهم من ممارسة مهنتهم الا انهم قلة وللاسف؟
فى عالم اليوم وفى دول العالم المتقدم تعطى الاولوية لبرامج التدريب والتأهيل المستمر. الشهادة الجامعية او المهنية فى التعليم لا تعفى صاحبها من برامج التدريب المستمر وهناك قوانيين صارمة تؤكد بأن شهادة التخرج العلمى لها تاريخ صلاحية ..بمعنى مهما كان عمر شهادتك ومهما كانت شهرة الجامعة التى منحتك هده الشهادة لا تؤهلك للعمل مالم تجتاز دورات تدريبية فى مجال تخصصك؟
ان الاعتقاد بان الحصول على الشهادة العلمية فى مجال التخصص هو نهاية المطاف فى المعرفة وهو صك اجبارى للحصول على فرصة عمل هو اعتقاد خاطىء قاتل للابداع عائق للتقدم.. ان الايمان بهدا الاعتقاد هو سر الجمود والتخلف فى مجتمعات العالم الثالث.
الدكتور صابر التباوى
الحلقة القادمة ..اللغة التباوية وعلاقتها بالتنمية فى مجتمع التبو
