〰️لماذا غابت الحكمة عن وادي الحكمة —؟
〰️لماذا غابت الحكمة عن وادي الحكمة —؟
〰️لماذا غابت الحكمة عن وادي الحكمة —؟ 〰️لماذا غابت الحكمة عن وادي الحكمة —؟
يطلق على المنطقة الممتدة في أقصى الجنوب الليبي من قرية قصر مسعود حتى قرية تجرهي فى الجنوب اسم " وادي الحكمة ""—ويقال قديما أن سكان هذا الوادي كانوا يتمتعون بالحكمة والرشد ,ورجاحة العقل —مصداقا لقول الخالق في كتابه “الكريم واصفا اهل الحكمة
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (269فقد أمتاز اهل هذه المنطقة بالحكمة والبركة والرحمة وصلة الرحم ، واكرام الضيف ، واغاثة الملهوف، وفزعة المحتاج ، ونجدة الغريب ، أرضهم كانت مباركة — ومائهم كان مباركة – ونخيلهم واشجارهم كانت مباركة— وهى زاد حياتهم الوحيد، كان الوادي مقصد كل حاج في قوافل الخير يحجون إليها من كافة اقطاب الارض من النيجر وت،شاد والجزائر ومن قبائل شمال ليبيا من سرت وبني وليد وترهونة للتجارة وتبادل السلع خاصة لنقل محصول التمور الى بلادهم –
تعاقبت الدول والحكومات والولايات على هذا الوادي ، ولكن هذا التعاقب لم يغير شيئا من طباع اهلها وصفاتهم ، ولم تفسد شيئا من مكارم سكانها ، عاشوا أخوة متحابين اقتسموا الفقر ، وعانوا المرض ، وتشاركوا في السراء والضراء —
مند سنة 2011 م تغير وادي الحكمة ، وانتزعت منها البركة ، واصبح واديا جافا ليس في طبيعته فحسب ، بل طال الجفاف نفوس سكانه ايضا ، وأصبحت اشجار الوادي من نخل واثل وسدر جافة وحزينه ، والأرض يابسة مقفهرة ومالحة وتحبس مياهها عن كل المخلوقات — لقد كانت —-قرية آمنة ومطمئنة ولكن —-
غابت الحكمة عن سكانها ، وغادر الرشد عقول شيوخيها، وتقطعت صلة الارحام بين سكانها الاصلاء ، وفتح الوادي أبوابه للغرباء من اقطاب الارض— واصبح سكانها الاصلاء غرباء يبحثون عن الحسنة من الغرباء — هذا يؤجر منزله للغريب من اجل بضع دينارات ، وذاك يؤجر متجره من اجل معاش لعله يسد حاجة اسرته، وهذا يرهن سيارته لنقل البضائع من اجل حفنة دراهم — اصبح الغريب شريك في الوادي براسماله واصبح ابن الوادي عاملا واجيرا عند الغريب ،واصبح اقتصاد الوادي تذيره طغمة من الذين لا انتماء لهم ولا ولاء —- واصبحوا هم من لهم كلمة الفصل — لقد تحول الوادي من وادي يفوح بالحكمة والرشد الى وادي يحكمه الإقطاع والجشع–
لقد تغير حتى خطاب اللغة بين الناس ، وغابت اللهجة القطرونية القديمة ، من قاموس الوادي ، واصبحت لغة التخاطب كلمات عربية مشوهة و ملقحة بكلمات افريقية مبتدلة ، بل احيانا كثير قد لا تفهم حتى نوع لغة الخطاب بين الناس –؟— ملل واللوان، واعراق من البشر لا شىء يجمعهم سوا اللون الاسود – ما عداه– فلكل نشاطه الخاص – هذا يتاجر و يتعاطى المخدرات— وذاك يغسل الذهب بالدولار — وهذا يعمل في التهريب والهجرة الغير شرعية، وتلك نسوة لا زوج لهن ولا وصي – وبين هؤلاء جميعا من يستغل الوضع و يعمل على نار هادئة ليجعل من الوادي ولاية بوكو حرامية، يتبع تنظيم الدولة المحظور عالميا—
الوادي اصبح يفقد هويته شيئا ، فشيئا واصبحت القطرون عاصمة وادي الحكمة لا فرق بينها وبين دركوا النيجرية او برداي التشادية الفارق فقط انك لا تشاهد الدرجات النارية – كثر الافاقون–والمطبلون--والواشون—وكثر الدجالون والسحرة والدراويش في الوادي —يحصل هذا كله في غياب تام للدولة —واذا وجدت الدولة فهى ضعيفة، ومهزومة، ومكسورة، أمام تورم الواقع —وانفجاره —
لا أحد يستطيع أن يعيد القطرون الى سابق عهدها للما —-لان القدر يبدوا ان اختصها ويعد لها لما هو اسواء
مواطن يعيش ذاكرة القطرون القديمة —-