" تكال-الألغام " في الصحراء الليبية التشادية


الالغام فى الصحراء الليبية -التشادية لازالت تقتل الابرياء من ابناء البلدين ".. السؤال الذى يطرح نفسه؟

"هل حالة الحرب بين الدولتين مستمرة ؟ واذا لم يكن كذلك لماذا لا يسعى البلدان الى نزعها؟

==========================================

الالغام

******

الألغام أو land mines ، تعتبر من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب بعد انتهاء الحرب بعقود طويلة. فهي تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات.

أكثر الناس تأثراً بتأثير الالغام ومخاطرها هم البدو الرحل والرعاة والفلاحين القاطنين بالقرى التي تقع على حدود الصحراء والبادية بين الدول او فى الدولة الواحدة ,وظيفة حقول الألغام عسكرية تحول دون تقدم القوات المعادية حتى يتم تحييد مساحة معينة من الأرض فلا تشكل خطراً يخشى دخول القوات منه. أو قد تجبر القوات المعادية على السير في طريق معين حتى يسهل السيطرة عليهم واصطيادهم.وذلك يتم اعاقة تقدم القوات جنوداً ومركبات.

تنقسم الالغام فى العموم الى اللغام ارضية واللغام بحرية , ونحن هنا بصدد الحديث عن الالغام الارضية موضوع المقال :

الألغام الأرضية

تنقسم الألغام الأرضية إلى:

الألغام المضادة للأفراد, والالغام المضادة للدروع , وحيث ان موضوع المقال هو عن الالغام الارضية بين ليبيا وتشاد فاننا نفرد تفاصيل ثأتير الالغام الارضية على حركة المواطنين بين الدولتين والتى تحصد سنويا العشرات من ابناء التبو بالمنطقة الحدودية بين شمال تشاد وجنوب ليبيا.

لعل هذا النوع من الألغام هو الأخطر على الإطلاق وهو النوع الذي يشكل المشكلة الأساسية ، فرغم توقيع الاتفاقيات العالمية التي تجرم استخدام الألغام المضادة للأفراد إلا أنها لازلت مشكلة قائمة وتستغملها كل الدول فى حروبها .

كيف يعمل اللغم الارضى ؟

ينفجر اللغم المضاد للأفراد إذا ما وطأه وزن معين وليكن 80 كلغ أقل للشخص البالغ ، وبمرور الزمن بفعل عوامل الصدأ والرطوبة والتعرية يقل الوزن المطلوب لتفجير اللغم فينطلق عند أي وزن يمر عليه.

كما أن هناك أنواع من الألغام يكون لها أسلاك تربط فيما بينها وما أن يتعثر بها شخص فتفجر ، كما أن هناك عدة شحنات متفجرة.

تتغير أماكن حقول الألغام بفعل الزمن والسيول في الصحراء وحركة النمو الخضري في المنطقة ولذلك فمن الصعوبة بمكان تحديد بداية ونهاية مواقع الألغام على وجه الدقة.

صدرت معاهدات دولية لحظر تصنيع الألغام المضادة للأفراد ، إلا أن المشكلة لازالت قائمة في معظم أنحاء العالم.

الصراع التشادي -الليبي كان حالة من أحداث الحرب المتقطعة في تشاد من 1978 إلى 1987 بين القوات الليبية والتشادية. وكانت ليبيا قد بدأت تدخلها في الشئون ا التشادية قبل 1978,] اتسم الصراع بأربع تدخلات ليبية منفصلة في تشاد، في 1978، 1979، 1980–1981 و1983–1987. وشهدت هذه التدخلات حروب متقطعة بين الدولتين استعملت فيها كل انواع الاسلحة فى البر والجو , ضمن اخطر الاسلحة التى استعملت فى هذه الحروب سلاح الالغام الارضية والتى زرعت على امتداد الحدود بين الدولتين وكانت اغلبها داخل الحدود التشادية ,والهذف من زرع هذه الالغام كان عسكريا لمنع تقدم القوات من كلا الطرفين فى اتجاه الاخر , وبانتهاء حالة الحرب بعد قرار محكمة العدل الدولية سنة 1994م والتى قضت بتسليم قطاع اوزوا الى تشاد , وبعد الاتفاق على عملية انسحاب القوات الليبية من تشاد باتفاق دولى شكلت لجان فنية من كلا الطرفين حيث توصلت كل من تشاد وليبيا إلى اتفاق في 4/4/1994 حول الكيفية العملية لتنفيذ حكم محكمة العدل الدولية الصادر فى 23/2/1994 نص على ما يلى:

“أن الجماهيرية العربية الليبية الاشتراكية العظمى وجمهورية تشاد تنفيذا لحكم محكمة العدل الدولية الصادر فى 23/2/1994 قررا ابرم هذا الاتفاق :

مادة 1: اتفق الطرفان على أن تبدأ عمليات انسحاب القوات والإدارة الليبية يوم 15/4/1994 تحت إشراف فريق مشترك يتكون من 25 ضابطا ليبيا و25 ضابطا تشاديا يكون مقره بالمركز الادارى أوزو وتنتهى عمليات الانسحاب يوم 30/5/1994 عند ساعة الصفر وتتم المراسم الرسمية لتسليم الإقليم يوم 30/5/1994 بالمركز الادارى أوزو ويحضر مراقبون من منظمة الأمم المتحدة جميع عمليات الانسحاب الليبية ويتثبتون من الطابع الفعلى لهذا الانسحاب

مادة2 : اتفق الطرفان على تشكيل فريق مشترك من 40 خبير فى إزالة الألغام يتكون من 20 على كل جانب ويمكن زيادة عدد الفريق أذا تطلب حجم العمل أكثر من ذلك ويبدأ هذا الفريق عمله يوم 15/4/1994.

رغم انتهاء حالة الحرب وتطبيق قرار محكمة العدل الدولية بشان نزع الالغام الا ان القرا لم يطبق وبقت الالغام الارضية تحصد ارواح الابرياء من ابناء التبو كل عام , بل الادهى والامر وبدل ان تساهم الحكومة التشادية فى نزعها والتخلص منها كثفت من عمليات زرعها فى القرى الحدودية الشمالية فى اقليم تبستى وذلك لمنع ابناء التبو من الحركة بحرية حيث تفسر ذلك بانها اجراءات امنية لمقاومة الارهاب .وهو تضليل متعمد للتغطية على جرائم اخرى بالمنطقة .

يجب على منظمات المجتمع المدنى فى شمال تشاد اطلاق حملة عالمية بضرور نزع هذه الالغام ومخاطبة المنظمات الدولية ذات الشأن للضغط على الحكومة التشادية لتعمل على نزعها وحماية مواطنيها.

مقال حصرى لصفحة تبوناشن بقلم

تباوى ودبلوماسى سابق