============
الجزء الاول ...ما هى الدعوة السلفية؟
أن تكون تباوى الهوية يعنى ذلك انك تحمل جينات و صفات الانسان التباوى فى الشكل والمضمون والثقافة :
ففى الشكل يوصف الانسان التباوى بانه : انسان رشيق المظهر, متوسط القامة , اسمر اللون, سريع الحركة , حاد النظر ويتحلى بفراسة ابناء البادية , ويلبس الزى التباوى وفق تقاليد وعادات مجتمع التبو والذى يشمل قميص طويل ...وبنطلون طويل ويلتحف بخاصة على رأسه ؟
اما فى الثقافة : فهو انسان يحمل باقة عتيقة من العادات والتقاليد المثوارته والتى اكتسبها عن السلف عبر اجيال متلاحقة ويمارسها يوميا اينما ارتحل واينما حل ؟
ان يتغير هذا الانسان فجئة فى الشكل والهيئة وفى الثقافة فهذا شيء عجاب وغير قابل للاستيعاب ولم يعهده المجتمع التباوى من ذى قبل؟
السلفيون التبو او ما يطلق عليهم باللغة التباوية " وونا كوراه"...او ذوى السراويل القصيرة باللغة العربية هم فئة من ابناء التبو ينتهجون منهج السلفية واصبحوا يشكلون ظاهرة فى المجتمع التباوى المحافظ والمنغلق على نفسه واصبحوا يتميزون باشكالهم عن افراد مجتمعهم باطلاق اللحي ولبس الطاقية فوق الراس بدل الخاصة او اللحاف , ولبس البنطلون القصيرة بدل الطويلة, ويتبنون افكارا يعتقدون انها ضد البدع ويسعون لتخليص المجتمع التباوى منها حسب زعمهم .
فمن هم السلفيون التبو ؟ وما هى دعوتهم ؟ وهل المجتمع التباوى المحافظ والمنغلق على نفسه خرج من السلف حتى يقوم هؤلاء بدعوتهم للرجوع للسلف ؟ وهل السلفية التباوية دعوية ام جهادية ؟
السلفية هى منهج اسلامى يدعوا الى فهم الكتاب والسنة على طريقة السلف الصالح وهم النبى محمد عليه الصلاة والسلام والصحابة والتابعين وتابعوا التابعين, باعتبار ذلك يمثل نهج الاسلام الصحيح الماخود باحكام القران الكريم والاحاديث النبوية الصحيحة. هذا النهج اريد له ان يبتعد عن كل البدع الدخيلة على الاسلام وتعاليمه.
السلفية فى العموم تمثل تيارا اسلاميا عقائديا فى مواجهة العديد من التيارات التى يعج بها المجتمع الاسلامى, وهى فى جانبها المعاصر تمثل حركة اصلاح لانظمة الحكم والمجتمع والحياة عموما وما يتوافق والشريعة الاسلامية كما يراها اتباعها .
ينتشر الفكر السلفى فى مختلف انحاء العالم تقريبا , السلفيون يتواجدون فى شبه الجزيرة العربية واليمن ومصر وشمال افريقيا والملايو وتتبنى السعودية الفكر السلفى بشكل رسمى, كما ان معظم الدول المذكورة بها جمعيات وجماعات تتبنى الفكر السلفى وتسعى الى نشره.
اما عن ليبيا فظاهرة السلفية والمداخلة (أى اتباع منهج الشيخ ربيع المدخلى احد شيوخ السلفية بالسعودية)فهى فى حاجة الى دراسة معمقة من حيث نشأة الظاهرة وانتشارها وعقيدتها وعلاقتها بالشان السياسى الليبى قبل وبعد احداث فبراير 2011م.
بدايات الحركة السلفية فى ليبيا كانت فى فترة النظام السابق , حيث تكونت قيادات شبه سرية ترتبط بعلاقات مع مشايخ السلفية بالسعودية الا ان النظام ناصبها العداء وقام باللقاء القبض على العديد من قياداتها وذلك قبل ان يتفطن لهم ويسعى الى استعمالهم. ظل اتباع الحركة السلفية وطوال نشأتهم فى ليبيا بمنأى عن الشأن السياسى والشأن العام عموما واقتصرت اهتماماتهم فى بعض مظاهر التدين , والتأكيد عليها كمسألة اعفاء اللحي وحلق الشارب , ورفع الازار ,كما ركزت جهودهم على محاربة التصوف وفلسفته باعتبارها من البدع؟
وبما ان مرجعية الحركة السلفية هم شيوخ المملكة السعودية فقد تم توجيههم فى فترات بعينها بفتاوى شيوخها ليوجهوا سهام نقدهم الى جماعة الاخوان المسلمين .
حاول النظام السابق فى ليبيا استعمالهم حيث تبنى الساعدى القذافى نهجهم وتشبه بهم وتم بمساعدته اطلاق سراح قياداتهم من السجون.
اثناء احداث فبراير سنة 2011م اتصل نجل العقيد الساعدى القذافى بشيوخ السلفية فى المملكة السعودية ليحصل من بعض شيوخهم فتاوى تحرم الخروج على الحاكم ,واعتبار احداث فبراير فتنة القاعد فيها خير من القائم حسب ادبياتهم المنشورة . بعد مقتل العقيد وانتهاء نظامه خرج اتباع السلفية الى العلن ولكنهم تبنوا العمل الاغاثى والاجتماعى الا انهم لم يساهموا فى العمل السياسى بل نظروا الى انتخابات المؤتمر الوطنى سنة 2012م بدعة لا ينبغى الخوض فيها , وذلك قبل ان يغيروا رأيهم بناء على فتاوى وتوجيهات مرجعياتهم فى المملكة السعودية بالاشتراك لا حقا فى انتخابات مجلس النواب حيث شاركوا بقوة فى اختيار نواب الشعب.
كانت هذه لمحة تاريخية عن السلفية فى ليبيا وتوجهاتها الدينية والسياسية , ولكن موضوعنا هو الدعوة السلفية فى المجتمع التباوى والذى هو جزء لا يتجزء من المجتمع الليبى, هذا المجتمع المنغلق على نفسه والذى له عاداته وتقاليده والذى لم يعرف غير الوسطية فى الاسلام فهو سنى المذهب , مالكى الطريقة وليس به فرق او شيع او احزاب ولم يعرف التيارات المختلفة من الاسلام السياسى ..كيف انخرط جزء من ابنائه فى الدعوة السلفية ؟
يتبع فى الجزء الثانى
الدعوة السلفية فى المجتمع التباوى...
الكاتب : محمد الطاهر