لعل الكثير من الليبين يمرون على برج مراقبة سد وادى مجنين والذى تم تصميمه على هيئة رأس افعى ولا يعرفون قصته ؟
مات القذافى صاحب المشروع وترك لنا المشروع والقصة ؟
منقول....
طرابلس الغرب سنة 1510 م رست سفينتان اسبانيتان في ميناء طرابلس قبالة القلعة التي يحيط بها ماء البحر من ثلاث جوانب هذه السفن المشبوهة لقراصنة جلبت بضائع متنوعة تم بيعها في سوق طرابلس وكان من ضمن بضائعهم صندوق كبير به ثقوب ، من أمريكا الجنوبية ، ويوجد بداخله أفعى أناكوندا يبلغ طولها ستة أمتار قبل بلوغها شكلها مخيف ومرعب فلم يشتريها أحد لخوف الليبيين من الأفاعي ،،
بعد أيام أبحرت سفينة وبقت الأخرى لغرض الصيانة وتركت القليل من البضائع على الرصيف بما فيه صندوق الأفعى التي قضت مضجع الطرابلسيين،،
بعد شهر جاءت 10 سفن أسبانية مليئة بالمرتزقة لغزو طرابلس وتم دك المدينة بالمدافع ، وتم احتلال المدينة ... وخلال الإرتباك والمطاردة للسكان اختفت الأفعى في سراديب المدينة وتحديدا مقر يسمى الكوري خلف سيدي عمران جهة الأسوار الغربية للمدينة توجد به أكواخ باليه يسكنها المهجرين والفقراء ..
أثناء حكم فرسان القديس يوحنا للمدينة التي استلموها من الأسبان ، وفي عام 1551 م استنجد أهل طرابلس بالسلطان العثماني سليمان القانوني وأرسل الأساطيل وجيشا بقيادة مراد آغا التي زحف عليها بمساعدة مجاهدي تاجوراء والأهالي من مختلف المناطق وأصبحت المدينة تحت الخلافة العثمانية ..
بعد 200 سنة من من غزو الأسبان وفي سنة 1795م حكم طرابلس الوالي يوسف باشا القرمانلي الحاكم الأشهر والأقوى للدولة الليبية بأقاليمها الثلاث . وفي عهده بقيت طرابلس أقوى وأجمل ،، وبنا اسطولا قويا سيطر به على البحر المتوسط حينها.
في عام 1801م أعلن باشا طرابلس الحرب على أمريكا ،، أرسلت أمريكا أسطولا حربيا مكونا من فرقاطتين معروفتين باسمي وليدج «بريزيدنت» و«فيلادلفيا»، كل منهما مزودة بأربعة وأربعين مدفعا، ترافقهما سفينتان حربيتان بأثنين وثلاثين مدفعا، ثم أضيف إلى الأسطول، سفن أخرى في ما بعد لقصف درنة .
بعد حصار طرابلس واسمرار الحرب لمدة ثلاث أو اربع سنوات وفي عام 1803 م ،، بدأت تتبادل أصوات المدافع بين مدافع القلعة بمساندة مدافع برج أبوليلة وبرج التراب شمال غرب قصر السراي، والأسطول السادس الأمريكي وبدأ دوي المدافع يهز المدينة أصيبت سفينتان واشتعلت فيهما النيران وابتعدت بقية السفن وبقيت المدمرة فيلادلفيا تقصف المدينة وقلعة السراي مقر الباشا بكل عنف إلى أن تمكن البحارة الليبيين من إغتصابها وأسر بحارتها وضباطها ، بقيادة رايس محمد ازريق وسط تكبير وتهليل سكان المدينة ،،،
نعود لقصة أفعى الأناكوندا التي توحشت واختبأت في مغارة المعبد الروماني وهي على شكل باحة كبيرة عبدت أرضيتها بالرخام الروماني ويتوسط أرضيتها رسومات من الفسيفساء القديمة التي ترمز لبعض الآلهة الرومانية القديمة ويصطف على جوانب المغارة تماثيل وفي الواجهة تمثال ضخم يدعى اسكلابيوس وهي آلهة رومانية قديمة . وفي هذه المغارة يدخل الدراويش المجانين والدجالون من فئة الشيش باني : يدقون لها الطبول وتقديم القرابين لهذه الأفعى من الحيوانات وأحيانا البشر ! خفية عن أعين حراس القلعة وشرطة طرابلس . لاستخراج الكنوز الخفية التي يدعون وجودها .
أثناء القصف العنيف في ذلك الفجر وبعد سقوط قذائف وانفجار المغارة خرجت أفعى الأنكوندا من مخبأها بصوت أزير غليظ خرجت منتصبة كصاري السفينة وبدأت بالهجوم ولقف كل من يقابلها من الجنود والناس داخل الأزقة ، وكل ما يطلق عليه النار تزداد في الصراخ والغضب والأهالي مدعورين وسقوط قذائف البحرية الأمريكية على المدينة ،، إلى أن تم استدراجها جهة زنقة الريح والتي يؤذي أخرها إلى البحر ، جوار القلعة جهة باب البحر حيت تم إطلاق خمس قدائف من مدافع القلعة صوب الأفعى ومزقتها أشلاء وبقي رأس الأفعى يصدر أصواتا ويتخبط في مشهد غير طبيعي وساد هدوء تام رافقه انتصار البحرية الليبية على الأسطول السادس الأمريكي ،، وخرج الوالي يوسف باشا والجنود والتحموا مع الأهالي عند كورنيش السراي معبرين عن فرحتهم ..
آمر باشا طرابلس بنصب صاري السفينة فيلادلفيا في أعلى قلعة السراي الحمراء وهو إلى غاية الآن شاهدا على صمود أهل طرابلس .
أما أشلاء الأفعى وعظامها فقد أمر الباشا يوسف القرمانلي أن تدفن بعيدا في وادي المجانين 15 كلم جنوب طرابلس .
في أواخر الستينات من القرن الماضي وعلى بعد 64 كيلومتر جنوب طرابلس تم البدء في إنشاء سد ساتري على وادي مجنين وتم الإنتهاء من تنفيذه عام 1972 سعة التخزين السنوي للسد تبلغ 10 ملايين متر مكعب من المياه، وأن إجمالي السعة التخزينية للسد هي 58 مليون متر مكعب، وكان الغرض الرئيسي من انشاؤه هو توفير المياه من أجل العمليات الزراعة في المنطقة وأيضًا للتحكم في الفيضانات التي تهدد المدينة .
وتم تصميم برج مراقبة السد على شكل رأس أفعى وجزء من جسدها في منظر معماري مميز .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
المصدر :
ـ كتاب : شيش باني للكاتب أ سمير شقوارة .
ـ كتاب : ليبيا أثناء حكم يوسف باشا القره مانلي للكاتب د كولافولايان ترجمة د عبدالقادر المحيشي .
ـ روايات منفدي المشروع