مصطلح ليبي وليبية؟
غير صحيح تاريخيا استعمال مصطلح ليبي وليبية وليبيين الخ قبل ظهور الهوية الليبية في 1951
منقول….؟
ومن الهراء والغباء اعتبار أن فئة من الناس هم ليبيون! والبقية وافدون عرب أو ترك أو شركس أو أندلسيين وتوانسة ومرابطين مغاربة الخ
بصرف النظر عن قضية وفود الجميع وعلى مراحل بما فيهم البربر القادمين من فلسطين، بحسب ما قاله نسّابة البربر أنفسهم في مصادر العصر الوسيط الإسلامي قبل أكثر من 1000 سنة، وهو ما أكدته علوم الجينيولوجي Geneology علم الوراثة والأنساب، والجينيتيك Genetics علم المورّثات والجينات. وعلوم الجينوم Genome علم إثبات الجينات. وعلم دراسة السلالات الأبوية Y-DNA Haplogroups
إلا أن ما يهم ذكره هنا، هو أن ( اسم ليبيا والهوية الليبية ) لا وجود لها بين الأهالي قبل استقلال البلاد، والتي استقلت وتحت هوية جامعة سنة 51 وأصدرت أول جنسية دائمة، تحت اسم الجنسية الليبية سنة 1954
أقول جنسية دائمة، وأعني بها المستمرة بيننا اليوم. فقبل ذلك صدرت الجنسية الإيطالية سنة 1937 لكنها لم تكن ليبية، بل كانت باسم " الايطاليون المسلمون " أما خلال الفترة العثمانية، وهي أول مرة يحمل فيها السكان أوراق هوية، فقد كانت باسم " الولاية الطرابلسية ". ومن خلال ذلك يتضح أن الهوية الليبية وجنسيتها، قد صدرت ولأول مرة بعد الاستقلال وتحديدا سنة 1954
أما قبل ذلك فكان الناس ينسبون انفسهم الى بطونهم وقبائلهم ومدنهم ومناطقهم.
( وبالنظر الى جميع المؤلفات المحلية ) التي كتبت لأول مرة وبالعربية بعد الإسلام، مؤلفات لوّاب ابن سلاّم المزاتي، وابن الاجدابي، والأطرابلسي العجمي، وعمروس المساكني، والدرجيني والبغطوري والشماخي الخ لا توجد مصطلحات ليبي وليبية وليبيا، لأنها أجنبية أساسا ولا علاقة للأهالي بها. وأتحدى أي باحث أن يأتي بما يخالف ذلك.
( استمر هذا الوضع ) طوال بدايات القرن 20 وحتى عند مجي الايطاليين سنة 1911 وتركيزا على أول مناشير لهم، فقد صدرت باسم أهالي طرابلس الغرب، أو عرب طرابلس الغرب. والتي تعني سكان كامل البلاد بصرف النظر عن قصور التسمية وقلة وعيها بمكونات الأمة الليبية كما اصطلح على تسميتها بالفترة الملكية.
وبالنظر الى كتابين مخطوطين، أحدهما للمؤرخ ابن غلبون المصراتي الطرابلسي، بكتابه الشهير: التذكار، والذي حققه في المهجر العلامة الطاهر الزاوي الطرابلسي. بالقاهرة الباشاوية سنة 1349 هجرية
مع النظر في واجهة مخطوط ديوان شعري للشيخ سليمان الباروني النفوسي، في جمادى الأولى سنة 1326هـ 1908 وهو من منشورات مطبعة الأزهار البارونية، المتأسسة على يد البارونيين في القاهرة سنة 1324هـ/1906م
(والشاهد في الأدلة المصورة الثلاث)، وهي للتمثيل فقط لا الحصر. دعوتكم للتفضل بالملاحظة الى ان ( ابن غلبون ) وهو أحد كتاب الدولة القرمانلية، لم يكن يستعمل هوية الليبي في اختتام اسمه بل الطرابلسي. لماذا فعل ذلك؟ وكل أهل عصره ومن سبقهم كذلك
( العلامة الزاوي ) كتب نهاية اسمه بالطرابلسي كتحديد لهوية بلده. لماذا لم يقل الليبي؟
( الباروني ) لم يستعمل هنا هو شخصيا ولا جميع أهل عصره، كلمة الليبي في تحديد هويته. بل قال في مصر بأنه النفوسي في نهاية اسمه للدلالة على النسب الذي انتمت له العائلة البارونية العُمانية كما قال الباروني بنفسه.
لم يقل الباروني في مخطوطاته بالمهجر في مصر؛ بأنه حتى طرابلسي من باب الإقليم. لأن البطن/القبيلة عند الجبالية كما هو الحال عند العرب؛ هي أعلى انتماء حتى من الإقليم، ناهيك عن موضوع الوطن.
حتى مذكرات ( الزعيم بشير بك السعداوي ) في المهجر، كتبها تحت اسم ( فضائع الطليان الفاشست ضد شعب طرابلس برقة ). ولم يقل شعب ليبيا!. لأن ليبيا اسم لا وجود له في أذهان أسلافنا ومنذ فجر التاريخ، ولم يترسخ الا مع استقلال البلاد وبقرار أممي تحت اسم المملكة الليبية.
( كذلك فعل جميع المواطنون نخبة وعامة ) منذ أول توثيق محلي، وحتى قبيل الاستقلال باسم المملكة الليبية بأسبوع واحد. جميعهم كانوا يستعملون فقط أسماء مدنهم أو مناطقهم أو قبائلهم وبطونهم وأنسابهم . الأمثلة كثيرة ولا يمكن لأي باحث أكاديمي في التاريخ الليبي بأن يعثر على ما يفند ما أطرحه الأن من حقائق
لأن ( كلمة ليبيا وليبي وليبية الخ جميعها كلمات أجنبية ) يونانية الأصل والفعل Λιβύη Livýi Libyae لا وجود لها في أذهان السكان سواء بالعصور القديمة نفسها أم بالعصر الوسيط الإسلامي أم بالعصر الحديث وبدايات المعاصر. لأنها كلمات يونانية لم يستعملها الا اليونانيون وسكان المدن البحرية من السكان البونيقيون والمتوسطيون؛ ممن غادروا في مراحل متعاقبة مع تفشي الغارات القبلية من الدواخل منذ مطلع العصر الوسيط ق4-7م
( ولم تسترد الكلمة Libyae إلا على يد الإيطاليين )، ومع ذلك وطوال الحقبة الإيطالية لم يستعمل أحد من الأهالي كلمة ليبي أو ليبية. بل وأن مناضلي حقبة الاستقلال في 1940s رفضوا استقلال البلد تحت اسم ليبيا، معتبرينه اسما أجنبيا لا يمت لهم بصلة. وكان من المفترض أن تستقل البلد تحت اسم المملكة الطرابلسية تماشيا مع اسم البلاد الطرابلسية، تماما كما استقلت تونس والجزائر بأسمائها المتعارف عليها خلال العصر الحديث. غير أن الإخوة البرقاويين – وتحت تأثير الجهوية القديمة المتجددة - رفضوا ذلك وطالبوا بالبحث عن اسم لا علاقة لطرابلس أو غيرها به
ما يجهله ملفقي التاريخ الليبي، أن ( اسم ليبيا عند اقتراحه في الدستور قبيل الاستقلال ) لاق اعتراض المناضلين، ومنهم العلامة الطاهر الزاوي والذي يذكر هذا في كتابه، والمناضلين اعتبروه من اختراعات الاستعمار الإيطالي الذي أظهر اسم ليبيا بعد حملة بيبلوغرافية سنة 1912 ومع ذلك تعمم الاسم. وكان أستاذ التاريخ ورئيس الجامعة الليبية بالستينات: أ. محمد مصطفى بعيو، قد دعا الى استنكار اسم Libya لاعتباره أجنبيا من مخلفات الاستعمار، وطالب باستعمال الاسم المعرب له والمثبت في المصادر الإسلامية المشرقية وهو " لوبية ".
نفس الشيء ( فيما يتعلق بالجنسية الليبية ) لا وجود لها من الناحية الثبوتية والورقية الرسمية قبل إصدار أول جنسية ليبية سنة 1954 شملت الجميع البربر والعرب والترك والشركس والبلقانيون والكريتيون والمغاربة وبعض التوارق وبعض التبو والزنوج واليهود، الذين أصبحوا جميعهم ليبيين منذ صدور الدستور في 1951 وجمعتهم حقوق المواطنة في دولة القانون والمؤسسات منذ فجر الاستقلال، وضمن هوية الأمة الليبية، وعقب صدور أول جنسية للهوية الجديدة المسماة ليبية، والتي لم تكن هوية مستعملة أو معروفة بين الأهالي قبل ذلك.
بالنتيجة نحن جميعا ليبيون، ولا يوجد شيء اسمه ليبي أصيل وآخر دخيل، وغير ذلك من ترهات الأقزام المتعنصرين. لأن الهوية الليبية صناعة معاصرة وشملتنا جميعا. والفضل في دولة المواطنة بالعلم والعمل الصالح، والأثر على الأرض، لا بخرافات القبائليين المضحكة والقبيحة.
مشكلة هواة وبحاث التاريخ الليبي لدينا، أنهم لا يشغلون عقولهم بالمرة. ويتداولون خرافات وترهات وتلفيقات غبية، لا صحة تاريخية لها، ولا قيمة فعلية لها .. ولا شيء فيها سوى محاولة صناعة الغرور والتفحيج الفارغ على الآخرين، ومن لا شيئ.