==================
مند نعومة اظفارنا ونحن فى صحراء فزان نسمع عن حوادث ضياع مسافرين فى الصحراء , فطبيعة انتشار قرى ومدن وادودية الجنوب الليبى والتى فصلتها عوامل الطبيعة من جبال وسيوف رملية لمسافات طويلة لا تساعد المواطن الانتقال بسلام وامان من منطقة الى اخرى , والكثيرون ممن نعرفهم تاهوا فى الصحراء ولم يعثر عليهم الا وهم جثتت هامدة مدفونة فى رمال الصحراء بعد ان يكون قد نال اليأس من احبائهم بعد محاولات مضنية بالبحث عنهم بالطرق التقليدية وذلك بتقفى أثر المركبة التى كانوا يستعملونها فى السفر؟
رمال الصحراء , والرياح التى ليس لها موسم فى الصحراء هى الاخرى عوامل مساعدة للضياع , فالكثيرون الذين لا يخبرون الصحراء يقتدون بأثر سير المركبات فى المناطق الصحراوية , والتى تختفى بمجرد هبوب الرياح ليجد المسافر نفسه بلا دليل ولا علامة ارشاد فيتوه بالصحراء .
الدولة الليبية بمؤسساتها لم تسعى لحل هذه المشكلة رغم تكرار حوادث الضياع فى الصحراء , اذا استثنينا بضع محطات وقود فى بعض القرى النائية , او بعض العلامات الدالة على الطريق المعبد والتى نالها الدمار من كثر الاستعمال والتى كانت نتيجتها استبدال الطريق الصحراوى بدل الطريق المعبد ,لا نجد ما يدل على اى اهتمام للدولة للتقليل من حوادث الضياع ؟
الطريق الصحراوى من الشاطىء الى سبها, والطريق الصحراوى من مرزق الى القطرون , والطرق الصحراوية الدولية من ليبيا الى النيجر , او من ليبيا الى تشاد او العكس هى طرق صحراوية لا دليل لها او عنوان وهى تستعمل بكثرة حتى فى وقتنا الحاضر , وهى طرق تخلوا من محطات وقود او استراحات فاصلة وهى طرق رملية واحيانا جبلية وعرة لا يخبرها الا دليل صحراوى كسب معرفته بالخبرة وهم قلة فى فزان؟
ان تعلم تقنية معرفة الطريق بالاجهزة الحديثة , اصبحت ضرورية لكل من يهوى السفر عبر الصحراء , وهى مهمة شخصية تقع على عاتق ابناء الجنوب , ولكن على الدولة ايضا دورا رئيسيا فى الارشاد واصلاح طرق وصيانتها ,ان النظرة الامنية لمشاكل الجنوب والنظر اليها دائما بالهاجس الامنى , وان الطرق الصحراوية هى مجرد طرق تهريب وعلى من يسلكها عليه تحمل مسؤلية نفسه يجب ان يعاد فيها النظر ؟
فالسفر عبر الطرق الرملية الصحراوية لابناء الجنوب بين مدنهم وقراهم اصبح جزء من ثرات الجنوب السياحى الذى يجدون فيه متعتهم .