Toboupost تبوبوست

View Original

دورة تونس لسباقات المهاري الهجن... محطة للتلاقي الرياضي والثقافي عربياً ودولياً


-

تشكّل تونس أحد أهم المحطات العالمية لـ"سباق المهاري"، اذ تُنظم سنوياً في ربوع صحرائها الواسعة دورات ومهرجانات تهدف إلى التعريف بثقافة الصحراء وكذلك برياضة سباق المهر أو الهجن. وتستعد دائما مدينة دوز الصحراوية الجنوبية لاحتضان دورة جديدة من سباقات المهاري  

دورة تونس الدولية لسباقات المهاري والإبل باتت محطة هامة سنوياً للاحتفاء بهذا الموروث الثقافي الذي يمثّل جزءاً لا يتجزأ من تراث الجنوب التونسي بما يضمه من صحارى خلابة تسحر القلوب والأنظار. وتنظم هذه الدورة في منطقة دوز الصحراوية في جنوب البلاد بمشاركة عشرات من الدولة من البلدان العربية والإفريقية والآسيوية والأوروبية.

 

"دورة تونس الدولية لسباقات المهاري أو الهجن" تقام سنوياً  بتنظيم من الجمعية التونسية لسباقات المهاري - الهجن تحت شعار "تونس أحد أهم الوجهات العالمية لسباق المهاري". وتعتبر هذه الأنشطة من بين البرامج المتنوعة للسياحة الرياضية والثقافية وتمثل رافداً مهماً للسياحة التونسية عامة وللتعريف بصحراء البلاد على غرار سباقات الرالي وغيرها.

 

 

ويقول منظموا المهرجان أن "هذا المهرجان الذي ينطلق سنويا يشمل فقرات متعددة من بينها مسابقة أجمل هودج وأجمل مهر في مختلف مراحل التظاهرة إضافة الى قرية تراثية توثّق عادات وتقاليد أهل المنطقة والصحراء. وتجمع هذه الدورة بين الرياضي والثقافي والتراثي، فسباق الجمال والإبل والمهاري هو جزء من موروث تونسي عتيق يمتد لآلاف السنين. ويشمل برنامج الدورة سباق 3400 متر للمهاري، والشّوط الدولي للمهاري، وسباق 1700 متر للجمال العربية.

 

يتمّ تطوير هذا النشاط الرياضي التراثي العريق ونشره للمحافظة عليه سنويا ، وقال منظم المهرجان إن "هذا النشاط الرياضي هو عنصر للتلاقي يجمع كل الدول العربية - الإفريقيه. كما شهدنا خلال الأعوام الماضية دخول بعض الدول الأوروبية على الخط فباتت هناك مشاركات أوروبية في المهرجان. وقد سعينا لتطويره من خلال الاتحاد العربي لسباقات المهاري الهجن".

 

ويشير الى أن هناك العديد من المهرجانات التي تهتم بسباقات المهاري والهجن. وأكد أن الجمعية التونسية لرياضات الهجن تحرص على أن تكون تونس من بين أهم الدول في هذا النشاط وذلك من خلال نشره ليشمل كل مناطق الجمهورية التونسية. وإضافة الى الطابع السياحي والثقافي والرياضي لسباق الإبل، هناك طابع مهم يتعلق بالتشجيع على تربية الإبل وكذلك العمل على تحسين سلالاته. لافتاً إلى أن هذه الرياضة التراثية ينتظرها مستقبل واعد في تونس مع تزايد عدد الدول المهتمة بهذه المهرجانات ذات الطابع الرياضي والثقافي والحضاري.

 

وأكد عبد المولى أن هناك اهتماماً دولياً اليوم بثقافة الصحراء والعودة اليها بخاصة في ظل ما يشهده العالم من تغيّرات مناخية تحتمّ التوجه للدول التي تتوافر فيها صحارى واسعة لتنفيذ عدد من المشاريع ضمن ما يسمى بـ"الاقتصاد الأخضر" من أجل الحصول على موارد الطاقة البديلة من الطبيعة مثل شمس الصحراء وغيرها. وقال عبد المولى إن هذه العودة إلى الطبيعة يجب أن تكون منطلقاً كذلك للاهتمام بكل تفاصيل الصحراء وعاداتها وتقاليدها والمحافظة عليها من الاندثار بسبب التحديات المجتمعية والاقتصادية التي تواجه البلاد والعالم.

 

 

وللإشارة فإن سكان الجنوب التونسي من الصحراويين يقبلون على تربية الإبل أسوة بالآباء والأجداد الذين كانت الجمال في عصرهم رمزاً للثروة والثراء وأيضاً سفينتهم في تلك المساحات المقفرة قبل انتشار السيارات رباعية الدفع التي باتت سيدة الصحراء بامتياز. كما أنهم كانوا يتغذون من حليبها ولحمها باعتبار القيمة الغذائية لحليب الناقة ثابتة في المخيال الشعبي الصحراوي في الجنوب التونسي.

 

كما أن الجيش التونسي لديه فرقة من العسكريين الهجانة الصحراويين من ذوي العمائم الخضراء تستعمل الجمال في تنقلاتها بين الكثبان الرملية في عملية مراقبة الحدود الصحراوية والتصدي لولوج المهربين والإرهابيين على حد سواء إلى التراب التونسي. وحتى شركة النقل للجنوب سميت "شركة النقل القوافل" مستوحية تسميتها من الإبل المتنقلة في مجموعات في الصحارى المترامية وكذلك بعض الأندية الرياضية الهامة في المنطقة، وبالنظر إلى أهمية الهجن في حياة الجنوبيين، استوحت تسميتها من الجمال.