أيبى زينة المرأة التباوية...
أيبى...زينة المرأة التباوية..
------------------------
"أيبى" باللغة التباوية..او "الرداء" .. باللغة العربية.. أو "الملحفة" باللغة العربية العامية أو الثوب بالعربية السودانية ..هو ما تتلحف به المرأة التباوية من قماش وهو زى خاص ضمن الموروث الثقافى التباوى والذى يخص المرأة فهو من ناحية ساترلجسد المرأة ومن ناحية أخرى هى زينة وفخر وتنافس بين النسوة فى الجمال ...
أيبى المرأة التباوية انواع مختلفة فهو يختلف باختلاف عمر المرأة فكلما كان الرداء فاخرا وذات اللوان زاهية وشفافة ذل ذلك على انها للنساء الآنسات او المتزوجات حديثا ..وكلما كان متواضعا وذات لون واحد او لونيين بالكثير ذل انها للعجائز ولكبار السن من النساء .
لا يعتبر " أيبى" مجرد زي يميز التباويات عن نساء العالم ، اذ بات مع مرور الزمن جزءاً من التراث الشعبي لهذه الامة والتى يحرص مواطنوه على إعلان الانتماء إليه بشتى الطرق،فهى إشارة إلى هويتهم وثقافتهم، فضلا عن كونه معبراً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمرأة التباوية التي لا يمكن أن تخلو خزانتها من «أيبى» بعدة نسخ منه، تزيد من أناقتها حتى لو لم تكن ترتديه باستمرار، يعود تاريخ «أيبى » للمرأة التباوية إلى سنوات بعيدة، تزيد من عمق تأثيره في مفردات الحياة الاجتماعية لقبائل التبو. ففي الماضي كانت الفتاة التباوية ، تلتزم بارتدائه بمجرد بلوغها سن الثانية عشرة من عمرها، إيذاناً باكتمال أنوثتها، ومعبراً عن وصولها سن الزواج. بعبارة أخرى كان وسيلة للفت انتباه الناس إلى أن الصبية قد باتت بين عشية وضحاها شابة، تستطيع تحمل مسؤولية الزواج والاشراف على المنزل، إلى حد ان الفتاة كانت ملزمة بارتدائه لهذا الغرض، إلى عهد قريب. الأمر يختلف بالنسبة للمرأة التباوية المتزوجة، فهي لا يمكنها التنصل من ارتدائه، لأنه يعتبر إشارة واضحة على أنها سيدة متزوجة. وتمتد علاقة «أيبى » بمفردات العادات الاجتماعية للتباويات، لتصل إلى عادات الزواج المتميزة بعاداتها وطقوسها. والدليل على أهميته أنه يتصدر قائمة الهدايا التي يقدمها العريس لعروسه، ويتراوح عدد ما يقدمه لها من ملاحف او "أيبى" ما بين 3 - 12 بألوان مختلفة. ليس هذا فحسب، بل يتعين على العريس أيضاً شراء مستلزمات الملاحف أو "ألايبى"، بدءا من الحذاء إلى حقيبة اليد المناسبة. ألوان الايبى او الرداء او الملحفة تتحدد حسب المناسبة التي سيتم ارتداؤها فيها. ولا يعبر الايبى او الرداء للمرأة التباوية عن الوضع الاجتماعي فقط ، ولكنه أيضا يعتبر مؤشرا مهما لحالتها وحالة زوجها الاقتصادية. فخامة الايبى ولونه وموديله تلعب دورا كبيرا في تحديد سعره وبالتالي تحديد من يقبل على شرائه، حيث يشكل الايبى مدعاة للتفاخر والتباهي، خاصة في المناسبات الاجتماعية، فنجد النساء يتنافسن على ارتداء أفخر أنواع الايبى، كما يعرف وضع الرجل الاقتصادي بما يقوم بشرائه وإهدائه من أيبى لزوجته. وإذا كان المثل العربي يقول انه لكل مقام مقال، فإن المرأة التباوية تقول «لكل لقاء أيبى»، فعندما تزور المرأة التباوية جيرانها ترتدي أيبى بسيطا تطلق عليه رداء عادى ، وعندما تستقبل أحدا في منزلها ترتدي أيبى يتناسب مع المناسبة، عندما تدهب الى فرح او مناسبة اجتماعية تلبس افخر ما عندها من أيبى.
المناسبات الاجتماعية كالاعراس والاعياد هى مناسبات لعرض الازياء والموضة خاصة ما تعلق منها بالايبى ..فألايبى يدل على ذوق وجمال المرأة التباوية و تعكس ثراءها ومكانتها الاجتماعية ايضا ..
اسماء كثيرة تطلق على الرداء او "أيبىى" ..وتعكس الاسماء مناسبات اجتماعية او مدن ..او اسماء زعماء التبو و سلاطينهم .." فللمثال لا الحصر ..رداء ربع الدنيا ..رداء نصف الدنيا .. رداء بردى ..رداء كوكنى وداى "
رغم فرض ثقافات الازياء الاخرى لبعض المجتمعات على المجتمع التباوى كزى "الفراشية" لذى النساء العربيات أو زى "الحجاب" أو البرقع للاسلاميات او العباية الايرانية لنساء الشيعة .
ألا ان " أيبى التباوية " لازال يتصدر المشهد الاجتماعى للمرأة التباوية فى مناطق التبو.
مقال حصرى لصفحة احرار التبو بقلم ...
هرده آدم