اصول بعض القبائل فى السودان وتشاد والنيجر ...؟
البحث منقول.........
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ .. .
ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ﺍﻭﺭﺑﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺸﻮﺍﻳﻘﺔ ﻧﻴﺠﻴﺮﻳﻴﻦ ﻭﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻦ ﻫﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﺒﺠﺎ ﻃﻮﺍﺭﻕ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ﻧﻮﻳﺮ ﻭﺃﻫﻞ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﺣﺒﺎﺵ ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺪﻧﺎﻗﻠﺔ ﻭﺍﻟﻤﺤﺲ ﻭالحلفاويين ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﺃﺻﻮﻟﻬﻢ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻋﻦ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩاﻧﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ !
ﺍﺳﺘﻀﺎﻑ ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ ﺧﻼﻝ ﺷﻬﺮ ﻣﺎﻳﻮ ﺑﺎﺣﺜﻴﻦ ﻣﻦ ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻻﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﻗﺪﻣﻮﺍ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺑﻌﻨﻮﺍﻥ ( ﻣﺪﻱ ﺃﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﻭﻫﻲ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻄﺒﻴﻘﻴﺔ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺎﺳﺘﺨﺪﺍﻡ ﺍﻟﻌﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺘﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ( dna ) ﻋﻠﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﺴﻮﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﻭ( ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ) ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺒﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﻋﻼﻗﺘﻬﺎ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻭﺃﺻﻮﻟﻬﺎ ﻭﻫﺠﺮﺍﺗﻬﺎ .
ﻭﺃﻭﺿﺤﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ( ﺩﻳﻨﻜﺎ ، ﺷﻠﻚ ، ﻧﻮﻳﺮ ) ﻛﺎﻧﺖ ﺳﺎﺋﺪﺓ ﻣﻨﺬ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ، ﻭﺍﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺮﻭﻳﺔ ﺷﻬﺪﺕ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ، ﺃﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﻇﻬﻮﺭ ﺍﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻷﺳﻴﻮﺃﻭﺭﺑﻴﺔ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﺮ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺍﺭ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ ﺍﻧﻪ ﻳﺜﻖ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﻭﺻﻔﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ .
ﻭﻓﻲ ﺳﻴﺎﻕ ﻣﺘﺼﻞ ﺃﺷﺎﺭ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﺮ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﺳﺘﻨﺎﺩﺍً ﺇﻟﻲ ﺁﻻﻥ ﻭﻳﺴﻠﻮﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ ﺗﺮﺟﻊ ﻷﻡ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﺃﺻﻄﻠﺢ ﻋﻠﻲ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﺑـ ( ﺣﻮﺍﺀ ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ) .
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﺃﻛﺪ ﻣﻘﺪﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺎﺷﻢ ﻳﻮﺳﻒ ﺣﺴﻦ ﺍﻧﻪ ﻭﺑﺤﺴﺐ ﻣﺎ ﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟـ Dna ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻗﺮﺑﻲ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻗﺒﻠﻴﺔ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻴﺮ ﺇﻟﻲ ﺃﺻﻠﻬﺎ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻼﺗﺔ ﻫﻲ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺃﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺃﻭﺭﺑﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻟﻠﺒﺠﺎ ﺻﻼﺕ ﻗﺮﺑﻰ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻓﻲ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﺀ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ .
ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﻛﺸﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻋﻦ ﺻﻠﺔ ﻗﺮﺑﻰ ﺟﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻮﻥ ﺣﺴﺐ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻣﺜﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﻧﻲ ، ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﻤﻞ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻵﺧﺮ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻛﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻴﻦ، ﻭﺃﺷﺎﺭﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻟﻲ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺑﻴﻦ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ، ﻭﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺳﻂ ﻭﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻣﻊ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺳﻜﺎﻥ ﺷﺮﻕ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻷﺛﻴﻮﺑﻴﻴﻦ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﺎﻕ ﻧﻔﺴﻪ ﻗﺎﻝ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻌﻀﺪﺍً ﻣﺎ ﺗﻮﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺒﺎﺣﺜﻮﻥ ﺇﻥ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻴﻮﺭﻭﺑﺎ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﺮﻳﺎ ﻳﺪﻋﻮﻥ ﺃﻧﻬﻢ ﺷﺎﻳﻘﻴﺔ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺍﻧﻪ ﻻﺣﻆ ﺗﺸﺎﺑﻬﺎً ﻛﺒﻴﺮﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻴﻮﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻟﺸﺎﻳﻘﻴﺔ ، ﺇﺑﺎﻥ ﺗﻮﺍﺟﺪﻩ ﻓﻲ ﻧﻴﺠﺮﻳﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺸﻠﻮﺥ ﺍﻷﻓﻘﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ .
ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻛﺪﺕ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﻘﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺭﻭﺍﺑﻂ ﻭﺃﻣﺸﺎﺝ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﺛﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻈﻦ ﺃﻧﻬﺎ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﺟﻴﻨﻴﺎً ﻋﻦ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ .
ﻛﻤﺎ ﻧﻔﺖ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﻭﺳﻼﻻﺕ ﺫﺍﺕ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺗﺸﺎﺑﻪ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ، ﻭﻋﻠﻠﺖ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﻴﺠﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺷﺢ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻟﺴﻜﺎﻥ ﺷﺒﻪ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻞ ﺍﻟﻤﻘﺎﺭﺑﺔ ﻋﺴﻴﺮﺓ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﻳﺰﺍﻝ ﻳﻌﺘﺮﻙ ﺃﻫﻞ ﺳﺎﺱ ﻳﺴﻮﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻤﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻗﺼﻰ ﺍﻟﻴﺴﺎﺭ ﻓﻲ ﺧﻀﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﺗﺸﺮﺫﻡ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .. ﻛﻞ ﺣﺰﺏ ﺑﻤﺎ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻓﺮﺣﻴﻦ .. ﻣﻤﺎ ﺧﻠﻖ ﻧﻔﻮﺭﺍً ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﻴﻦ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬﻢ ﻓﻈﻬﺮ ﺍﻻﺳﺘﻌﻼﺀ ﺍﻟﻨﻮﻋﻲ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﻭﻓﻲ ﻇﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻌﺘﻤﺔ ﺍﻟﻤﻈﻠﻤﺔ ﻳﺨﺮﺝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﺒﺤﺚ ﻋﻠﻤﻲ ﺟﺪﻳﺪ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺪﻯ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺑﻤﺸﺎﺭﻛﺔ ﻓﺎﻋﻠﺔ ﻭﺃﺳﺎﺳﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺛﻼﺛﺔ ﺃﺿﻼﻉ .. ﻣﻌﻬﺪ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺴﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ، ﻭﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮﻡ ﺑﺎﻟﺘﻨﺴﻴﻖ ﻣﻊ ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺮﺱ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﻣﻌﺘﻤﺪﻳﻦ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺑﺄﺧﺬ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ .
ﻭﻫﻮ ﺑﺤﺚ ﻫﻮ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﺑﺸﻬﺎﺩﺓ ﺃﺳﺎﺗﺬﺓ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺣﻀﺮﻭﺍ ﺣﻠﻘﺔ ﺍﻟﻨﻘﺎﺵ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻤﺖ ﺇﺩﺍﺭﺗﻬﺎ ﻣﻦ ﻣﺮﻛﺰ ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺮﺱ ﻟﻠﺘﺪﺭﻳﺐ ﺍﻹﻋﻼﻣﻲ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﻣﺪﻳﺮ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺍﻟﺸﻴﺦ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻓﺘﺢ ﺟﺪﻳﺪ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺴﻼﻻﺕ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﻭﺿﺢ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺍﻟﻄﻴﺐ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺳﺮﺓ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﺘﻜﻮّﻥ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﻗﺎﺭﺍﺕ ( ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﺁﺳﻴﺎ، ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﺳﺘﺮﺍﻟﻴﺎ ) ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻘﺎﺭﺑﺎً ﺑﻴﻦ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺃﻱ ﻗﺎﺭﺓ ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺷﻲﺀ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﺎﻟﻘﻴﺎﺱ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟـ ( dna ) ، ﻣﺸﻴﺮﺍً ﺍﻟﻰ ﺍﻥ ﺍﻟﺘﻔﺎﻋﻼﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺗﺴﺘﻤﺮ ﻣﻊ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ .
ﻭﻓﻲ ﺫﺍﺕ ﺍﻻﺗﺠﺎﻩ ﺃﺷﺎﺭ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﺍﻷﺛﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺃﺷﺎﺭﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ( ﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻭﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ) ﻣﻦ ﺃﺻﻞ ﻭﺍﺣﺪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻟﻠﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺼﺤﺮﺍﻭﻳﺔ، ﻭﺗﺎﺑﻊ ( ﻫﻨﺎﻙ ﻋﻼﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺮﻗﻮ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ) ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺍﻟﻘﻮﻳﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻷﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻓﻴﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﺒﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻣﺤﻤﺪ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﻬﻨﺪﺳﺔ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻬﻤﺔ ﻭﺧﻄﻴﺮﺓ، ﻣﻄﺎﻟﺒﺎً ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺇﺣﺼﺎﺋﻲ ﺩﻗﻴﻖ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺜﻘﺔ، ﻓﻴﻤﺎ ﺃﺷﺎﺭ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﺃﺷﺮﻓﻮﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺃﻧﻬﻢ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻌﻤﻞ ﺗﺤﻠﻴﻼﺕ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭﺗﻢ ﺟﻤﻊ ( 7 ﻋﻴﻨﺔ ﺗﻢ ﺍﺳﺘﺨﻼﺹ ( 33 ) ﻋﻴﻨﺔ ﻟﻠﺤﺎﻣﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ، ﻣﻤﺎ ﻳﺆﻛﺪ ﻣﺪﻯ ﺍﻟﺘﺰﺍﻡ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﺑﺎﻟﺘﻘﺼﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ ﺍﻟﺪﻗﻴﻖ .
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻷﺳﺘﺎﺫ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺁﺩﻡ ﺧﺎﻃﺮ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﻲ ﺍﻟﻤﻬﺘﻢ ﺑﻘﻀﺎﻳﺎ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﺇﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺑﺎﺣﺜﺎً ﻓﻲ ﻧﻴﺎﻻ ﻳﺪﻋﻰ زﻛرﻳﺎ ﺳﻴﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﺃﻭﻝ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﺒﻞ ﻣﺮﺓ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ، ﻭﺑﻌﺪﻩ ﻛﺎﻥ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﺘﻰ ﺑﻘﺎﻉ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻨﻮﻋﺎً ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻟﻪ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻗﻮﻱ ﺑﺎﻟﺠﺬﻭﺭ ﺍﻟﺘﺤﺘﻴﺔ، ﻭﺗﺎﺑﻊ " ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺑﺪﺃﺕ ﺑﺠﺒﻞ ﻣﺮﺓ ".
ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺣﻤﺪﻧﺎ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻋﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ﻓﻲ ﺗﺸﺎﺩ ﻳﺮﺑﻄﻮﻥ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ ﺑﺎﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻣﻨﻮﻫﺎً ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﺄﻣﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﻭﺍﻟﻤﻔﺮﺩﺍﺕ ﻳﻠﻤﺲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﻭﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻫﻞ ( ﺍﻟﺤﺠﺮﺍﻱ ) ﺑﺘﺸﺎﺩ ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ ﻭﺃﻫﻞ ﺷﻨﺪﻱ ﻻ ﺳﻴﻤﺎ ﻋﻼﻗﺔ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺟﻤﺔ ﺑﺸﻨﺪﻱ ﻭﺍﻟﺘﺮﺟﻢ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺩﺍﺭﻓﻮﺭ .
ﻭﻃﺎﻟﺐ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺎﺿﺮﻳﻦ، ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺍﻹﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻦ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻣﺪﻯ ﺍﺗﺴﺎﻕ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻲ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻊ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، ﻭﺗﺸﻴﺮ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ) ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺃﻭﺿﺤﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﺎﺋﺪﺓ ﻓﻲ ﻓﺘﺮﺓ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺠﺮﻱ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﺔ، ﺃﻣﺎ ﻓﺘﺮﺓ ﻣﺮﻭﻱ ﻭﻣﺎ ﻗﺒﻠﻬﺎ ﺗﻤﻴّﺰﺕ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﻭﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺟﻤﻊ ( 445 ) ﻋﻴﻨﺔ ﺣﻤﺾ ﻧﻮﻭﻱ ﻣﻦ ( 15 ) ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﺇﺛﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭأسلوب ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .
ﻭﺑﻼ ﺷﻚ، ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﻲ ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺗﺮﺍﺿﻲ ﻭﻃﻨﻲ ﻋﻠﻤﻲ ﺃﺻﻠﻪ ﺛﺎﺑﺖ ﻭﻓﺮﻋﻪ ﻳﻌﺎﻧﻖ ﺳﻤﺎﺀ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﺳﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﺣﺪ ﺑﻼ ﺗﻔﻀﻴﻞ ﻋﺮﻕ ﻋﻠﻰ ﺁﺧﺮ .. ﻭﻳﺎ ﻫﻮ ﺩﻩ .. ﻭﺛﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺮﺍﺿﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ .
ﺍﺻﺤﺎﺏ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟـ ( ﺃﺻﻠﻨﺎ ) : ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺍﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ .
ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺃﻳﻀﺎ ﺃﻓﺎﺭﻗﺔ !!
ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﺑﺔ ﻣﻦ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .. ﻭﺍﻟﻤُﺴﺘﻌﺮﺑﺔ ﺃﺻﻠﻬﻢ ﺁﺳﻴﻮﻱ
ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺗﻤﺖ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺃﻭﻻً ﺛﻢ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﻌﻜﺲ
ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺁﺑﺎﺀ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺎﺕ، ﻟﻜﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﺃﻣﻬﺎﺗﻬﻦ
ﺣﻮﺍﺭ : ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺠﻠﻴﻞ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﻟﻐﻂ ﻭﺟﺪﻝ ﻛﺒﻴﺮﺍﻥ ﺃﺛﺎﺭﺗﻬﻤﺎ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪﻣﻬﺎ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ، ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺍﺧﺘﺼﺎﺻﻲ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ( ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ) ﻧﺸﺮﺕ ﺃﻣﺲ ﻣﻠﺨﺼﻬﺎ، ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﺍﻟﻮﺍﺳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺣُﻈﻴﺖ ﺑﻪ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﺧﻀﻌﺖ ﻟﺘﻘﻨﻴﺎﺕ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻣُﺨﺘﺒﺮﻳﺔ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﻭﻗُﻮﺭﺑﺖ ﺇﺣﺼﺎﺋﻴﺎً ﺑﺤﻴﺚ ﻻ ﺗﺘﻴﺢ ﻣﺴﺎﺣﺔ ﻟﺘﺴﺮﺏ ﺍﻟﺸﻜﻮﻙ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻫﻮ ﻧﺸﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺘﻦ ﺍﻟﺼﺤﻒ ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻷﻋﻼﻡ ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻃﺮﺣﻬﺎ ﻟﻠﺮﺃﻱ ﺍﻟﻌﺎﻡ، ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻇﻠﺖ ﺣﺒﻴﺴﺔ ﺃﺿﺎﺑﻴﺮ ﻭﺩﻫﺎﻟﻴﺰ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺍﻟﺒﺤﻮﺙ ﺭﺩﺣﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺰﻣﻦ ﻣﻤﺎ ﻧﺠﻢ ﻋﻨﻪ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﺎﻟﺼﺪﻣﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺬﻫﻮﻝ .
ﻭﻟﺘﺴﻠﻴﻂ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳﺒﻖ ﻧﺸﺮﻩ ﺍﻟﺘﻘﺖ ( ﺣﻜﺎﻳﺎﺕ ) ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﺳﺘﻜﺘﺒﺖ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺑﺮﻭﻓﻴﺴﻮﺭ ﻣﻨﺘﺼﺮ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺍﻟﻄﻴﺐ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ – ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻣُﻘﺪﻡ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺪﺩ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻓﻞ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻓﻲ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺟﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ، ﻭﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ ﻳﻮﺳﻒ، ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻷﺣﻴﺎﺀ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﻤﺮﻛﺰ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ ﺍﻟﻤﺘﻮﻃﻨﺔ ﺑﺠﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﻣُﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ، ﻓﻜﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ .
* ﺑﻤﺎ ﺃﻧﻨﻲ ( ﻣﺎ ﻋﻨﺪﻱ ) ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺴﺎﺋﻞ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺪﻗﻴﻘﺔ، ﺩﻋﻮﻧﻲ ﺃﺳﺄﻟﻜﻤﺎ ﺳﺆﺍﻻً ﻭﺍﺣﺪﺍ ﺛﻢ ﺍﺳﻤﺤﺎ ﻟﻲ ﺃﻥ ﺃﻟﻮﺫ ﺑﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﺟﺎﺑﺘﻜﻢ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻨﺘﺮﻙ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﻳﺘﻨﺎﺳﻞ ﺭﺑﻤﺎ ( ﺟﻴﻨﻴﺎً ) ﺇﻥ ﺻﺢ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻟﻮﺣﺪﻩ، ﺳﺆﺍﻟﻲ ﻫﻮ : ﻟﻘﺪ ﺃﺗﻴﺘﻢ ﺑﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﻭﻟﻮﻥ ﻭﺍﻵﺧﺮﻭﻥ، ﻭﺃﺣﺪﺙ ﺑﺤﺜﻜﻢ ﺍﻟﺬﻱ ﻗﺪﻣﺘﻮﻩ ﺑﻤﺮﻛﺰ ( ﻃﻴﺒﺔ ﺑﺮﺱ ) ﺟﺪﻻً ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ، ﻓﻬﻼ ﺃﻭﺿﺤﺘﻤﺎ ﻟﻲ ﻭﻟﻠﻘﺮﺍﺀ ﺑﻠﻐﺔ ﺑﺴﻴﻄﺔ ﻭﺳﻬﻠﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ، ﻭﺇﻟﻰ ﺃﻱ ﻣﺪﻯ ﺑﺈﻣﻜﺎﻧﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻮﺛﻖ ﻣﻦ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻜﻢ؟
ــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﺃﻭﻻً : ﻳﺠﺐ ﺗﻮﺿﻴﺢ ﺃﻣﺮ ﻣﻬﻢ ﻭﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻻﺧﺘﻼﻓﺎﺕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﺒﻴﻠﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ ﻫﻲ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺪ ﺑﻴﻦ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻭﺃﺧﺮﻯ، ﻭﺃﺛﺒﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﻴﺸﻮﻥ ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺃﻭ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻣﺘﻘﺎﺭﺑﺔ ﺟﻐﺮﺍﻓﻴﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﺻﻞ ﻭﺭﺍﺛﻲ ( ﺟﻴﻨﻲ ) ﻣُﺘﺸﺎﺑﻪ ﻧﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﺰﺍﻭﺝ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﻫﺮﺓ .
ــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﻓﻘﻂ ﺃﻭﺩ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺔ ﻫُﻨﺎ ﻭﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ( ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ) ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺗﻜﻮﻳﻨﻪ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻛﻤُﺴﺎﻫﻤﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ ﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺗﺤﻤﻞ ﺃﺣﻤﺎﺿﺎ ﻧﻮﻭﻳﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻟﻴﺲ ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻧﻘﺎﺀ ﻋﺮﻗﻲ .. ﻫﺬﺍ ﺍﻣﺮ ﻣُﻬﻢ .
ــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﻛﻞ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ( ﻭﻫﺬﺍ ﻛﻼﻡ ﻗﺪﻳﻢ ) ﺗُﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ، ﻭﻣﻦ ﺷﺮﻗﻬﺎ ﻭﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺨﺼﻮﺹ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ . ﺃﻣﺎ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ ﺟﺪﺍً ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ( ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ) ، ﺃﻣﺎ ﻫﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ( ﺍﻟﻌﻜﺴﻴﺔ ) ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻓﻬﻲ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً ﺗﻤﺖ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ( ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﻣﺼﻮﻉ ) ، ﻭﻫﻲ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﺟﺪﺍً ﻣُﻘﺎﺭﻧﺔ ﺑﺘﻠﻚ ﺍﻟﻬﺠﺮﺍﺕ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺜﻴﻔﺔ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻝ ﻭﻏﺮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻫﻨﺎ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺃﺻﺤﺢ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ ﻇﻠﺖ ﺗﺮﺩﺩ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻭﺍﺳﻊ ﻭﻫﻲ ﻣﺎ ﻳُﺴﻤﻰ ﺑﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ( ﻭﻫﺬﺍ ﺻﺤﻴﺢ ﻧﺴﺒﻴﺎً ) ، ﻟﻜﻦ ﺍﻷﺻﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺗﻤﺖ ﻣﻦ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﺎ ﻳُﻌﺮﻑ ﺍﻵﻥ ﺑﺎﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ( ﺍﺭﻳﺘﺮﻳﺎ ) ﻭﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺪﺏ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻌﻜﺲ .. ﻟﺬﺍ ﻓﺎﻟﻌﺮﺏ ﻫُﻢ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺍﻷﻓﺎﺭﻗﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﻴﻦ، ﻭﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﺑﻤﺎ ﻻ ﻳﺪﻉ ﻣﺠﺎﻻً ﻟﻠﺸﻚ ﺃﻥ ﺑﺪﻭ ﺍﻷﺭﺩﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻴﻦ ﻣﺜﻼً ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺔ .
ـــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻭﺭﻗﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﺗﻢ ﺇﻋﺪﺍﺩﻫﺎ ﻋﺎﻡ 2000 ﻡ ﺃﺛﺒﺘﺖ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻴﻠﻴﻴﻦ ﻟﺪﻳﻬﻢ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ( ﺟﻴﻨﻴﺔ ) ﻣﻊ ﻗﺒﺎﺋﻞ ( ﺍﻟﺨﻮﻳﺴﺎﻥ ) ﺑﺠﻨﻮﺏ ﺃﻓﺮﻳﻘﺎ، ﻭﻫﻤﺎ ﺃﻗﺮﺏ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻴﻦ ﻋﺮﻗﻴﺘﻴﻦ ﻟﻠﺠﺬﻭﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻠﺒﺸﺮ ( ﺃﺻﻞ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ) ، ﻭﺩﺭﺍﺳﺘﻨﺎ ﺍﻟﺘﻲ ﻭﺻﻔﺘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻤﺜﻴﺮﺓ ﻟﻠﺠﺪﻝ ﻋﻀﺪﺕ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ .
ــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﻫﻨﺎﻟﻚ ﺧﻄﺄ ﺷﺎﺋﻊ ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺃﻭﺳﺎﻁ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﻴﻦ ﺃﻧﻔﺴﻬﻢ، ﺇﺫ ﻳﻌﺘﻘﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻲ ﺍﻟﻤﺜﺎﻟﻲ ( ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻲ ) ﻫﻲ ﺍﻷﻧﻒ ﺍﻟﻌﺮﻳﺾ ( ﻳﻌﻨﻲ ﺍﻷﻓﻄﺲ – ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺤﺮﺭ ) ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﻩ ﺍﻟﻐﻠﻴﻈﺔ ﻭﻫﺬﺍ ﻏﻴﺮ ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺘﺔ .
ــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﻣﺜﻼً ﻧﺤﻦ ﺍﻋﺘﻤﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻤﺾ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ ﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﻃﺔ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﻟﻠﻤﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺍﻹﺛﻨﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ( ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ) ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻜﺮﻭﻣﻮﺯﻭﻡ ﺍﻟﺬﻛﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻻ ﻳُﻮﺭﺙ ﺇﻻ ﻟﻸﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺭﺛﻬﺎ ﺍﻷﻡ ﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻛﻮﺭ ﻭﺍﻹﻧﺎﺙ ﻋﻠﻰ ﺣﺪٍ ﺳﻮﺍﺀ، ﻭﻷﻥ ﺍﻷﻧﺜﻰ ﻟﻴﺲ ﻟﺪﻳﻬﺎ ﻛﺮﻣﻮﺯﻭﻡ ﺫﻛﺮﻱ ﻟﺬﺍ ﻻ ﻧﻌﺮﻑ ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﺟﺎﺀ ﺃﺑﻮﻫﺎ،، ﻟﻜﻨﺎ ﻧﻌﺮﻑ ﺑﺴﻬﻮﻟﺔ ( ﻣﻦ ﻭﻳﻦ ﺟﺎﺀﺕ ﺃﻣﻬﺎ ) ﻋﺒﺮ ﺗﺤﻠﻴﻞ ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎ ﺍﻷﻧﺜﻮﻱ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻧﺮﺟﻮ ﺃﻥ ﻻ ﻳﺴﺘﻐﺮﺏ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻧﻘﻮﻝ ﺇﻧﻨﺎ ﻭﺟﺪﻧﺎ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻗُﺮﺑﻰ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ( ﺟﻴﻨﻴﺔ ) ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺮﻳﺔ ( ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺁﺳﻴﻮ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ ) ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ( ﻗﺒﻴﻠﺔ ﻧﻴﻠﻴﺔ ) ﻷﻧﻬﻢ ﺑﺘﺰﺍﻭﺟﻬﻢ ﻭﻣﺼﺎﻫﺮﺍﺗﻬﻢ ﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﻣُﻌﻠﻤﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﺍﻟﺒﻌﺾ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﻨﻄﺒﻖ ﻋﻠﻰ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ .
ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺍﻟﻌﻼﻗﺎﺕ ﺍﻟﺠﻴﻨﻴﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻮﻳﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﻛﻴﻴﻦ ﻭﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻜﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ، ﻭﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺧﺮﻯ، ﻫﻲ ﻋﻼﻗﺎﺕ ﻣُﺜﺒﺘﺔ ﻋﻠﻤﻴﺎً ﻭﻣﺨﺘﺒﺮﻳﺎً، ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﺠﻌﻠﻴﻴﻴﻦ، ﻣﺜﻼً، ﺃﺧﺬﻧﺎ ﻋﻴﻨﺎﺕ ﻋﺸﻮﺍﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺃﺭﺑﻊ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻫﻲ ( ﺍﻟﻤﺘﻤﺔ، ﺍﻟﻤﺤﻤﻴﺔ، ﺍﻟﺤُﺮﺓ، ﻛﺒﻮﺷﻴﺔ ) ﻓﻮﺟﺪﻧﺎ ﺃﻧﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ( 9 ) ﻣُﻌﻠﻤﺎﺕ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﻣُﺨﺘﻠﻔﺔ؛ ﻓﻤﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﻳﺤﻤﻞ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻧﻴﻠﻴﺔ، ﻫﻮﺳﺎﻭﻳﺔ، ﺑﺠﺎﻭﻳﺔ ﻭﺣﺒﺸﻴﺔ ( ﺍﺛﻴﻮﺑﻴﺔ ) ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺜﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﺘﻨﻮﻉ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪﺓ، ﺩﻋﻚ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﻭﻧﻈﻴﺮﺍﺗﻬﺎ، ﻭﻫﺬﻩ ﻣﻴﺰﺓ ﻧﺴﺒﻴﺔ .
ـــ ﺑﺮﻭﻑ ﻣﻨﺘﺼﺮ : ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻟﻴﺲ ﺫﻟﻚ ﻓﺤﺴﺐ، ﺩﻋﻨﻲ ( ﺃﺯﻳﺪﻙ ﺷﻮﻳﺔ ) ﻫﻨﺎﻟﻚ ﻓﺮﻭﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺠﺎ ﻻ ﺗﺸﺒﻪ ﻓﺮﻭﻋﺎ ﺃﺧﺮﻯ ﻣﻦ ﺫﺍﺕ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ . ﻓﺎﻟﻬﺪﻧﺪﻭﺓ ﻭﻣﺠﻤﻮﻋﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﺘﻤﺎﺛﻠﻮﻥ ﺟﻴﻨﻴﺎً ﻣﻊ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭﻕ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻷﻣﻬﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﺛﻴﻮﺑﻴﺎ، ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺒﻨﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﻭﺍﻟﺤﺒﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﻤﺎﺳﻴﻦ ﻓﻴُﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺃﺻﻞ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻌﺎﺭﺑﺔ .. ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﺮﺑﺔ ﻓﻬﻢ ﺁﺳﻴﻮﻳﻮﻥ ﺻﺮﻑ، ﻭﺍﻟﻌﺮﺏ ﺍﻟﺤﺎﻟﻴﻮﻥ ﻫﻢ ﻣﺰﻳﺞ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻴﻨﺎﺕ ﺍﻷﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻭﺍﻵﺳﻴﻮﻳﺔ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺗﻜﻮﻳﻨﺎﺕ ﺣﺪﻳﺜﺔ ﻧﺴﺒﻴﺎً .
ــ ﺩﻛﺘﻮﺭ ﻫﺸﺎﻡ : ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻐﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻣﻦ ﻧﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻴﺘﻮﻛﻮﻧﺪﺭﻳﺎﻝ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻔﻮﺭ ﻭﺍﻟﻤﺴﺎﻟﻴﺖ ﻭﺍﻟﺰﻏﺎﻭﺓ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺟﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﺪﻭﺭﻫﺎ ﺗﺘﻤﺎﺛﻞ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻊ ﺟﻴﻨﺎﺕ ﻧﻮﺑﻴﻲ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ، ﻭﻫﺬﺍ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻮﺑﻴﻴﻦ ﻫﺎﺟﺮﻭﺍ ﻣﻦ ﻏﺮﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻭﺃﺳﺴﻮﺍ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﻳﻘﺔ .. ﺃﻣﺎ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﻘﺎﺭﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﺤﺪﺛﻮﻥ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻓﻐﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻳﺤﻤﻠﻮﻥ ﻣﻌﻠﻤﺎﺕ ﻭﺭﺍﺛﻴﺔ ﺃﻭﺭﻭﺑﻴﺔ / ﺁﺳﻴﻮﻳﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎ ﻛﺘﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺤﻤﻠﻬﺎ ﺍﻟﻬﻮﺳﺎ ﻭﺍﻟﻔﻮﻻﻧﻲ