منذ بدء جائحة "كوفيد-19"، تراقب شبكة مراقبة الجينوم في جنوب أفريقيا التغييرات التي تحدث في الفيروس. وكان ذلك مهمة لفهم كيفية انتشاره بشكل أفضل. ففي أواخر عام 2020، اكتشفت الشبكة سلالة فيروسية جديدة، أصبحت تُعرف باسم متغير "بيتا"
والآن، تم تحديد متحورة جديدة هي "أوميكرون"، توصل إليها العلماء من خلال فحص تسلسل الجينوم الكامل للعينات التي ثبت إصابتها بالفيروس. وتتضمن هذه العملية التحقق من كل تسلسل تم الحصول عليه بحثاً عن الاختلافات مقارنة بالمتحورات السابق·
أما بالنسبة لعلاقته بالإيدز، فتطرح إحدى النظريات إن اكتشاف المتحور الجديد يعود إلى أكثر من تضافر الجهود لرصد "أوميكرون"، ذلك أن الأشخاص الذين يعانون ضعفاً في المناعة، والذين يعانون عدوى نشطة طويلة الأمد مثل الإيدز لا يستطيعون القضاء عليه، وقد يكونون مصدراً لمتغيرات فيروسية جديدة
ويعود هذا الافتراض إلى أن الاستجابة المناعية لدى هؤلاء الأشخاص لا تكون قوية بما يكفي للقضاء على الفيروسات، ولكنها تمارس درجة معينة من الضغط الانتقائي الذي يجبر الفيروس على التطور والتحور، ولهذا تخلق الاستجابة المناعية الضعيفة الظروف المناسبة لظهور متغيرات جديدة
على الرغم من أنه لا توجد أدلة مؤكدة على جدية خطورته، إلا أن "أوميكرون" يحمل طفرات معينة لم تتم ملاحظتها من قبل، حيث اكتشف العلماء 30 طفرة في بروتين "سبايك" الذي تعمل عليه معظم اللقاحات، وهو الذي يسمح لفيروس كورونا باختراق الخلايا، مما يسبب العدوى
كما أن له ملف جيني مختلف تماماً عن المتحورات المعروفة الأخرى، إذ يبدو أنه يمثل سلالة جديدة من كورونا
·
وإذا ما تطرقنا إلى الخطر الاقتصادي الذي قد يجلبه المتحور الجديد، فقد هوت أسعار النفط بشكل حاد للأسبوع الخامس على التوالي، مع هلع المستثمرين من آثار السلالة الجديدة كما وتراجعت أسعار أسواق الأسهم العالمية في هبوط حاد لها منذ مدة
يبقى السؤال، هل سيتدارك العالم خطر المتحور الجديد ويتخذون ما يلزم لمنع انتشاره، أم سيكون كارثة أخرى تحل بالبشرية حاصدةً الأرواح ومدمرة الاقتصادات؟