الأمازيغ والعرب والأتراك والاسلام…
الإسلام هو الذي أدخل الأمازيغ إلى ساحة التاريخ والحضارة، وجعلهم فاعلين، وقبل ذلك كانوا مجرد قوم مفعول بهم في الزمن القديم سواء بالتأثير الثقافي من طرف القرطاجيين أو بالقوة العسكرية من لدن الرومان، وحتى مع تشكيلهم لممالك محلية فقد كان أثرها محدودا في ظل روما التي ستسحقها كلما أرادوا الاستقلال، و بعد الاحتلال الروماني جاء الوندالي والبيزنطي ليفعل نفس الفعل...
وعندما جاء الإسلام أعطى للامازيغ وزنا عظيما وفتح لهم الأندلس مع اخوتهم العرب وجعل منهم أسماء لامعة في العلم والمعرفة والسياسة ضمن الحضارة الإسلامية في طرفها الغربي...
ونفس الأمر كان للعرب الذين كانوا مجرد قبائل بدوية متفرقة في شبه الجزيرة العربية تخضع للفرس شرقا وللروم غربا ولمملكة الحبشة النصرانية في الجنوب أحيانا...حتى بعث الله آخر أنبيائه فيهم ليكونوا سادة الدنيا لقرون طويلة...
وكذلك الأتراك نفس القصة، حيث كانوا قبائل وثنية في بلادهم بآسيا الوسطى تتقاسمها الإمبراطورية الصينية والفارسية، وعندما أسلموا تتدرجوا في الحياة الاجتماعية الإسلامية حتى سيطروا على عاصمة الخلافة بغداد وصارت لهم دول كبرى مثل السلاجقة والمماليك ثم الدولة العثمانية...
وأثناء كل هذا صار كل هؤلاء إخوة مهما اختلفت ثقافتهم بفضل الإسلام الذي أنقذهم من الجاهلية الوثنية وأعطى لهم عقيدة صحيحة عظيمة، وأدخلهم التاريخ فاعلين ومؤثرين ومنح لهم حضارة كبرى مع باقي الأعراق والشعوب المسلمة