قصة سيدنا يونس عليه السلام
ذا النون .. سيدنا يونس عليه السلام .. بعث في قومه الذين كانوا يعبدون الأصنام .. وبقى يدعوهم لعبادة الله 33 عام حسب بعض الفقهاء ، ولم يؤمن معه سوى رجلين .. فتسرب اليأس أليه ، وظن أنهم لن يؤمنوا أبدا .. فخرج منهم غاضبا وتركهم .. وبعده ظهرت على قومه بوادر عذاب الله الذي وعدهم به النبي يونس ، بسحب ودخان وسواد .. فخافوا وبحثوا على يونس ليدلهم على طريق التوبة ، حتى وجدوا شيخا أخبرهم بما يجب عليهم فعله ، فجمعوا أنفسهم وتضرعوا لله طلبا للتوبة ، حتى تاب الله عليهم ..
يونس بعد خروجه لم يعرف ماذا حصل بعده ، وألتقى قوم يركبون سفينة فركب معهم ، حتى وصلت لعرض البحر ، فأرتفع الموج وأهتزت السفينة ، فأقترحوا أن يرموا أحدهم ليخفف الوزن ، فعملوا قرعة وكل مرة تأتي على يونس يعيدونها لأنهم رأوا فيه علامات الصلاح والخير ، فلما تكررت سلم بالأمر وقفز من السفينة فألتقمه الحوت ، وظل لأيام في بطن الحوت يسبح الله ، حتى قذفه الحوت على الشاطئ ونجا من الموت ، ولما عاد إلى قومه وجدهم أمنوا أجمعين .
القصة وردت لعبرة ودرس .. هو أن لانيأس ولانتذمر ولانغضب ولانستعجل الحصاد ، فالقضايا تحتاج صبر جميل وحكمة تدبير وطول نفس وإيمان عميق ، لكي نجني النجاح والنصر .. نعم الصبر مرهق ، ومرور الزمن ثقيل وسط الأزمات ، وأنسداد الأفق وعدم رؤية نتائج سريعة يجعل الحماس يفتر والعزيمة تضعف والأرادة تخور ، فالأنسان ( خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا ) .. لذلك علينا الثقة في أنفسنا والإيمان بقضايانا والصبر على الإبتلاء وعدم اليأس والأحباط وحسن الظن بالله ، وحتما سننتصر ، فلكل أمر أوان