تشكل قمة برازافيل المنتظر عقدها في فبراير المقبل، فرصة لكسر الحواجز النفسية التي تحول دول تحقيق المصالحة الليبية، وينتظر أن تأخذ القمة صدى سياسيا كبيرا لاسيما في ظل معلومات عن مشاركة سيف الإسلام القذافي.
العرب اللندنية – أكدت مصادر ليبية مطلعة لـ”العرب” أن سيف الإسلام القذافي دعي للمشاركة في قمة برازافيل، وأنه من المنتظر أن يلبي الدعوة إلى جانب بقية الفرقاء الليبيين.
وقالت المصادر ذاتها إن المشاركة ستمنح سيف الإسلام فرصة مغادرة بلاده للمرة الأولى منذ الإطاحة بنظام والده العقيد معمر القذافي في العام 2011، وستكون له لقاءات مهمة مع مشاركين في القمة سواء من الليبيين أو من المسؤولين الأفارقة.
وينتظر أن يكون سيف الإسلام مرفوقا بفريقه السياسي في رحلة تمتد من الجنوب الليبي إلى تشاد ومنها في اتجاه الكونغو برعاية خاصة من الاتحاد الافريقي، الذي يشرف على تنظيم القمة بمشاركة الدول الأعضاء في اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا ودول الجوار والفرقاء الليبيين الأساسيين.
دعوة سيف الإسلام القذافي إلى قمة برازافيل تهدف بالدرجة الأولى إلى تجاوز الحواجز النفسية والسياسية ودخول مرحلة الحوار المباشر بين مختلف الفرقاء
وكانت وفود كونغولية نقلت دعوات للمشاركة في القمة إلى كل من رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة ورئيس مجلس النواب عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة محمد تكالة.
واستضافت العاصمة الكونغولية برازافيل، في يوليو الماضي، أعمال اللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الليبية، برعاية رئيس البلاد، رئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا دنيس ساسو نغيسو، ومشاركة رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي، وعضو المجلس الرئاسي عبدالله اللافي، وممثلين عن مختلف الأطراف الليبية والجامعة العربية والدول المعنية بالأزمة الليبية.
وفي أكتوبر الماضي، أدى القائد العام للجيش الليبي الجنرال خليفة حفتر زيارة إلى برازافيل وعقد اجتماعا مع الرئيس ساسو نغيسو تركز على مناقشة المصالحة، وهي الرغبة الأكثر حماسة للاتحاد الأفريقي وعديد الشركاء الدوليين الآخرين، بالإضافة إلى مسألة حل النزاع، وشروط الحل السياسي التوافقي للأزمة الليبية.
وشارك ممثلو الرئيس الكونغولي في اجتماعات اللجنة التحضيرية للمصالحة الوطنية، وآخرها الذي انعقد في مدينة زوارة الأسبوع الماضي، تمهيدا للمؤتمر الوطني الجامع في مدينة سرت والذي سينعقد في 28 أبريل المقبل.
ويشير مراقبون إلى وجود تنسيق شامل بين الرئاسة الكونغولية واللجنة التحضيرية لمؤتمر المصالحة الوطنية في ليبيا والمجلس الرئاسي والبعثة الأممية، وإلى أن دعوة سيف الإسلام القذافي إلى قمة برازافيل جاءت في إطار هذا التنسيق الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تجاوز الحواجز النفسية والسياسية ودخول مرحلة الحوار المباشر بين مختلف الفرقاء.
وفي الأثناء، سلم وزير الشؤون الخارجية والفرنكوفونية والكونغوليين بالخارج جان كلود غاكوسو، دعوة من الرئيس ساسو نغيسو للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون لحضور قمة اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى بشأن ليبيا المقررة في الخامس من فبراير المقبل.
وعقب لقائه مع الرئيس تبون في العاصمة الجزائر الأربعاء الماضي، قال غاكوسو، في تصريح نشرته الرئاسة الجزائرية إن “الملف الليبي معقّد، ولا يمكن لأحد الإحاطة بمعرفته مثل الجزائريين”، مشيرا إلى أن “الجزائر قوة مركزية في المنطقة، وهي تضمّ حدودا شاسعة مع هذا البلد (ليبيا)”.
وتابع الوزير الكونغولي أن “الاتحاد الأفريقي دائما يرى بأنه لا جدوى من إجراء انتخابات (في ليبيا) دون تحقيق الحدّ الأدنى من المصالحة الوطنية”، مؤكدا أن “المحاولات جارية للمّ شمل الأشقاء حول طاولة واحدة”، لمساعدتهم على تجاوز الأزمة الراهنة.
وكان غاكوسو نقل رسالة خطية من الرئيس نغيسو إلى الرئيس التونسي قيس سعيد تتضمن دعوة رسمية لحضور قمة برازافيل حول ليبيا ، ونوّه سعيد بالجهود المبذولة على مستوى اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الأفريقي بشأن ليبيا مذكّرا في هذا السياق بموقف تونس الثابت في هذا الملف والذي يرتكز على ضرورة التوصل إلى حلّ ليبي-ليبي دون تدخلات أو ضغوطات خارجية، بما يحمي وحدة هذا البلد الشقيق ويحفظ أمنه واستقراره.
ويدافع المسؤولون الأفارقة على ضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وتشريك كل الفرقاء الليبيين في العمل السياسي دون إقصاء، وقال الرئيس الكونغولي إن الاتحاد الأفريقي يرى أن عقد مؤتمر المصالحة الوطنية الشامل شرط أساسي لتنظيم انتخابات ذات مصداقية في ليبيا، تكون نتائجها مقبولة من جميع الأطراف