Toboupost تبوبوست

View Original

خبراء يكشفون سبب ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار "دانيال" في ليبيا


كشف علماء وخبراء أرصاد جوية السبب المتوقع وراء ارتفاع حصيلة ضحايا الإعصار "دانيال" في ليبيا والذي ضرب مدينة درنة وبنغازي وبضع مناطق أخرى محدثًا كارثة إنسانية مهولة.

وأرجع الخبراء ارتفاع حصيلة الضحايا إلى حرارة البحار والفوضى السياسية وتهالك البنى التحتية، وهي أسباب فاقمت تبعات الفيضانات المدمرة التي قتل على إثرها أكثر من 2300 شخص في ليبيا.

وذكر علماء شاركوا في اجتماعات تبحث آثار التغيرات المناخية في بريطانيا، أن سطح البحر في شرق البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسي يعد أكثر دفئًا من المعتاد بدرجتين إلى 3 درجات مئوية.

ورجّحوا "أن يكون ذلك وراء هطول الأمطار الغزيرة"، لكنهم قالوا إنه ليس واضحًا ما إذا كان هذا الضغط العالي المستمر، الناجم عن ارتفاع حرارة سطح البحر ونتجت عنه الأمطار الغزيرة، سيصبح أكثر شيوعًا في المستقبل.

دمار هائل ضرب درنةرويترز

وقالت سوزان غراي أستاذة الأرصاد الجوية بجامعة ريدينغ في بريطانيا إن مثل هذه العواصف تحتاج إلى تدفقات من الحرارة والرطوبة و"يعززها ارتفاع درجات حرارة سطح البحر".

وأوضحت غراي أن تقرير التقييم الأخير الذي أصدرته اللجنة الاستشارية العلمية التابعة للأمم المتحدة بشأن تغير المناخ، والذي صدر في وقت سابق من هذا العام، خلص إلى أن ارتفاع درجة الحرارة في أنحاء العالم يزيد من قوة ظاهرة ميديكيْن حتى لو صارت أقل تكرارًا.

ويتوخى معظم العلماء الحذر بشأن الربط المباشر بين وقائع طقسية بعينها والتغيرات المناخية طويلة المدى، وفق ما أوردته وكالة "فرانس برس".

وقالت ليزي كيندون أستاذة علوم المناخ بجامعة بريستول، إن العاصفة دانيال هي "مثال واضح على نوع الفيضانات المدمرة التي قد نتوقعها بشكل متزايد في المستقبل" مع ارتفاع درجات الحرارة في العالم.

ووفق مرصد "كوبرنيكوس" لتغير المناخ التابع للاتحاد الأوروبي، فإن ارتفاع درجات حرارة سطح البحر يؤدي إلى موجات حارة ذات مستويات قياسية في بلدان العالم، ومن المرجح أن يكون عام 2023 هو الأكثر دفئًا في التاريخ.

وسجل العلماء امتصاص المحيطات 90% من الحرارة الزائدة الناتجة عن النشاط البشري منذ الثورة الصناعية.

السيول أحدثت كارثة إنسانية مهولةرويترز

الظروف السياسية

ومن جهة أخرى يعتقد بعض المحللين أن المشهد السياسي المقسم في ليبيا، هذا البلد الذي مزقته حرب داخلية ممتدة منذ أكثر من عقد بعد سقوط الرئيس السابق معمر القذافي في عام 2011، يعد أحد أسباب ما حدث من دمار في الأيام الماضية.

وتتنافس على السلطة في ليبيا حكومتان، الأولى تسيطر على غرب البلد ومقرّها طرابلس ويرأسها عبد الحميد الدبيبة وشُكّلت إثر حوار سياسي مطلع 2021، وأخرى تسيطر على شرق البلاد، الذي ضربته العاصفة، ويرأسها أسامة حمّاد وهي مكلّفة من مجلس النواب ومدعومة من المشير خليفة حفتر.

ويرى المحاضر في النظم البيئية بجامعة بريطانيا المفتوحة ليزلي مابون أن "ليس هناك شيء ما يسمى بالكارثة الطبيعية".

وقال إنه على الرغم من أن تغير المناخ يمكن أن يؤدي إلى ظواهر جوية متطرفة تحدث بشكل متكرر، ولكن العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية هي التي تحدد من هم الأكثر عرضة للخطر.

وأرجع كيفن كولينز أحد كبار المحاضرين بالجامعة نفسها ما نتج من خسائر في الأرواح إلى قدرة ليبيا المحدودة فيما يتعلق بتنبؤات الأرصاد وأنظمة الإنذار والإخلاء.

وأضاف أن ما حدث في البلاد سلط الضوء أيضًا على نقاط الضعف في معايير التخطيط والتصميم للبنية التحتية في المدن.

وأشار العلماء الحاضرون في اجتماع التأثيرات المناخية في بريطانيا إلى أن "نقاط الضعف في البنية التحتية"، مثلما حدث من انهيار للسدود، تجعل الظواهر الجوية المتطرفة أكثر هلاكًا وتدميرًا.

ويقول مابون إن الظروف السياسية في ليبيا "تطرح تحديات أمام تطوير إستراتيجيات التواصل بشأن المخاطر وتقييمها وتنسيق عمليات الإنقاذ، وكذلك إمكانية صيانة البنية التحتية الحيوية مثل السدود".

دمار هائل خلفه الإعصار "دانيال"