بلدة .. ربيانة تبعد 150كيلو متر عن منطقة الكفرة في أقصى الجنوب الشرقي من ليبيا حصلت البلدة اخيرا على لقب “ بلدية” وهى أحد افضال رئيس الحكومة الليبية والتى يتفضل بها كمكرمة بدون عناء ، والبلدة تعتمد على منطقة الكفرة في الحصول على الإحتياجات اليومية لسكانها من وقود و مواد غذائية و مواد اساسية وخدمات وهى تعتمد على مولدات الطاقة البدائية والمؤقتة لمد البلدة بالكهرباء .

الطريق الممتد بين ربيانة و الكفرة طريق غير

معبد و هو طريق صحراوي وهو عبارة عن طريق كثبان رملية لا تجتازها إلا السيارات الدفع الرباعي العابرة للصحراء ، و تعتبر البلدة بموقعها الجغرافي معزولة عن ليبيا و لم تحضى بأي إهتمام أبان حقبة النظام السابق والحقب التي سبقتها ، كغيرها من المناطق الحدودية التي تسكنها اقليات عرقية، فالمنطقة لا توجد بها مستشفيات لعلاج المرضى ولا مدارس مناسبة لتدريس التلاميذ و لا طرق معبدة تصل بينها وبين المدن الأخرى، البعض من بيوت السكان بها لا زالت من القش والطين البلدي رغم كل عائدات النفط فى دولة بترولية مضى على إنتاج النفط بها ما يزيد على ستون عاما .

المحزن في قصة ربيانة ليست مشاكل التنمية المثمتل فى الطريق ، والمستشفى، والكهرباء ونقص الوقود؟ المشكلة في ربيانة هو صراع أبنائها على السلطة الوهمية مع كل تقديرنا واحترامنا للبعض منهم ؟ فهى من أكثر مناطق سكن التبو صراعا، وتشكيكا، واتهاما، وطعنا،فيما بينهم ؟

مذكرات الشكاوي لا تحصى ولا تعد ، وصور وفود مسؤلي المنطقة مع المسؤلين في الحكومات المختلفة لا تحصى ، وصور اعتصام البعض من أبنائها تملاء وسائل الإعلام، ورغم كل ذلك لم تنل المنطقة اى نصيب يذكر لحل مشاكلها التنموية المزمنة ؟ و هذا دليل على ان ابناء المنطقة ليسوا على كلمة سواء وان بأسهم بينهم شديد، والخلاف بينهم وصل حد الاتهام بالفساد؟

مشكلة التخلف فى دول العالم الثالث ، انها تطال العقل وتفسده،لتورث هذا الفساد للأجيال اللاحقة، لذى لا أمل من الشفاء منه بالطرق التقليدية ، على ابناء ربيانة ضرورة ادراك الحقيقة التى مفادها أن لا أحد من خارج ربيانة يأتى لإصلاح ما افسده ابناءها، وأن المسؤلين الذين تشتكونهم، صباح ومساء هم أنفسهم من يتسلون بخلافاتكم، ؟

انسوا خلافاتكم، ورصوا صفوفكم، وثقوا بأنفسكم، عندها فقط تصبح ربيانة بيئة صالحة لنمو الخير لاهلكم؟