التغيير الديمغرافي في بلدية القطرون ،هل يشكل خطرا على مستقبل المنطقة؟
مفهوم التغيير الديموغرافي يشير إلى التغيرات الملحوظة في التركيبة السكانية بمرور الوقت في منطقة ما. والتي يمكن أن تشمل ذلك تغييرات في العمر، الجنس، العرق، بتداخل العوامل الاجتماعية والاقتصادية الأخرى التي تؤثر على تكوين السكان.
ولكن كيف نقيس التغيير الديموغرافي؟
هل بعدد السكان الذين نزحوا إلى المنطقة وانتماءاتهم؟ هل نقيس التغيير الديمغرافي بإحصاء سكاني يحدد لون المجتمعات وتكوينها؟ أم أن التغيير الديموغرافي يقاس بمعايير سياسيا أو اجتماعيا وطبقية أخرى ؟
هل تدخل كل هذه العوامل في تحديد طبيعة التغيير الديمغرافي الذي تشهده المنطقة ؟
التغيير الديمغرافي ظاهرة كونية –اجتماعية لها بعد سياسي واقتصادي وامني ، وتاريخيا شهدت مناطق مختلفة من العالم تغيرات مختلفة في التركيبة السكانية نتيجة نزوح سكاني من منطقة إلى أخرى داخل الدولة الوطنية أو من دولة إلى دولة داخل الاقليم أو القارة ،ويحدث التغيير الديمغرافي نتيجة عوامل وأسباب نزوح سكاني جماعي أو فردي إلى منطقة أخرى أما نتيجة كوارث طبيعية أو حروب اهلية أو سوء اقتصاد وجوع أو تهجير قصري إلى منطقة بعينها ؟
القطرون بلدية من بلديات وادى الحكمة الواقعة في أقصى الجنوب الليبي، وتقع على حدود دولتين جارتين وهى تشاد والنيجر ، سكانها خليط من قبائل التبو ومن قبائل المرابطين وبعض من الأهالي، القطرون بها تجانس سكاني منذ القدم ، بين قبائل التبو والمرابطين، هناك مصاهرة ووشائج قربة بينهم والتي كانت عامل استقرار مجتمعي بالمنطقة ، إلى زمن قريب كان تعداد منطقة القطرون لا يتجاوز بضع آلاف .
لكن القطرون الماضي ليست القطرون الحاضر فقد شهدت المنطقة تغييرات ديمغرافية واضحا في نوع وعدد السكان ، وبدأ هذا التغيير بقوة تحديدا بعد سنة 2011م ، بعد أحداث فبراير التي شهدتها ليبيا ؟ وحتى قبل ذلك كان هناك توافد قلة من الغرباء الذين يعملون فى التجارة ،من الجنسية الموريتانية للمثال لا للحصر؟
الحروب في دول الجوار ،والتغيير المناخي، وسوء الأوضاع الاقتصادية في هذه الدول ، وغياب الدولة والأمن في ليبيا ، جعل من نزوح السكان إلى المنطقة في اتجاه واحد ؟ الزائر الى بلدية القطرون يلاحظ بوضوح ،كثرة عدد الأجانب والذي بالكاد ترى السكان الأصليين من بينهم بالمنطقة ؟
هؤلاء الأجانب، منهم الفقراء المعدمون الذين يعملون في مهن متواضعة ، ومنهم الأغنياء الذين يملكون رؤوس الأموال ويشترون الأراضيوالعقارات لغرض الإقامة الدائمة؟–ومنهم هجرة غير شرعية في انتظار من يوصلهم إلى شواطئ المتوسط للعبور إلى أوروبا؟
السؤال هل بلدية القطرون شهدت تغييرا ديمغرافيا أثر على تركيبة السكان ؟
الجواب— نعم ،
هل هذا التغيير سيؤثر اجتماعيا وامنيا واقتصاديا على المنطقة ؟
الجواب —نعم
هل هذا التغيير سيشكل خطرا على المجتمع القطروني مستقبلا ؟
الجواب — نعم
هذا التغيير ستكون له تداعياته الاجتماعية ، والاقتصادية ،والأمنية، وعلى المدى البعيد يمكن ان ستصبح القطرون ،حاضنة للتنظيمات الإرهابية التى تعمل الآن بقوة بالصحراء الكبرى ؟
المواطن الليبي في بلدية القطرون شريك في هذا التغيير بشكل مباشر أو غير مباشر ؟
بشكل مباشر هناك من يعمل في نقل الركاب والهجرة الغير شرعية ، وغير مباشر هناك من يؤجر بيته وسيارته ومحلاته للأجانب لغرض الاستفادة المالية ؟
للاسف انعكس هذا ، التغيير والتواجد الأجنبي على الجوانب العامة و الأخلاقية للمجتمع القطروني المحافظ – تحولت بعض الأحياء إلى أوكار فساد اجتماعية ، وبيئة لانتشار الأوبئة الأخلاقية والجرثومية؟اذا استمر الحال على هذا المنوال في بلدية حتما ستصبح القطرون ولاية دارفورية تحمر بذور فنائها من داخلها؟
اين الدولة الليبية في القطرون —؟–لسان حال الدولة يقول – الدعم و الأوامر لم تأتي من الشمال بعد لان الشمال مشغول بالصراع على السلطة والمال.
محمد طاهر