Toboupost تبوبوست

View Original

منقسمون على انفسنا , ومنقسمون على الوطن ؟----



==============================

مند سنة 2011م اصيب المواطن الليبى بحالة انفصام حاد فى شخصيته, وكانت اولى علامات هذا الانفصام هو ازدواجية المواقف والمعايير ... فاصبح هذا المواطن يظهر عكس ما يبطن , ويقول عكس ما يضمر ويخبىء, ومرد ذلك هو عدم الثقة فى عقيدته الوطنية والتى للاسف شوهت مند زمن بعيد فاصبح لديه اعتقاد بان الوطن هو الحاكم , ومن احب الحاكم فقد احب الوطن ,والعكس صحيح تمام اذا كرهت الحاكم او وقفت ضد ارادته واعلنت ذلك فانت متهم بالخيانة والعمالة ومطعون فى هويتك الوطنية وربما يقودك ذلك الى التجريد من هويتك وجنسيتك هذا اذا لم يكن السجن مصيرك؟, ويتم تصنيفك بانك جاسوس أو من احد رعايا دول الجوار جئت متسلل من امد بعيد كأن يتم تصنيفك بان تكون تونسى او مصرى او تشادى او تكون حتى من بقايا الاتراك الانكشاريين ؟ هذه العقيدة الوطنية المشوه هى من تقود مواقف الافراد فى المجتمع الليبى فالمواطن الفرد أوالمنطقة وحتى القبيلة يتم تصنيفها بناء على مواقفها المسبقة للولاء من للحاكم او القائد او الرئيس او القوة المتنفدة على الساحة .

فى قانون المجتمع الليبى ليست هناك منطقة رمادية اذا تعلق الامر باتخاد موقف ما يخص الوطن ؟..مع او ضد..؟

فى العهد السابق كان يتم التصنيف على اساس اما ان تكون ثورى او رجعى؟ وبعد فبراير يتم التصنيف اما ان تكون مع السبتمبريين او تكون مع الفبرايرين ؟ وعندما تجاوزنا هذه المرحلة بعد العشر العجاف اصبح لدينا خيار واحد فقط ...وهواما ان تكون مع الكرامة اوتكون مع الوفاق ؟أو مع حكومة الشرق ام مع حكومة الغرب ؟

الذين حاولة ان يصنعوا لانفسهم زمرة خاصة بهم خارج هذه الزمر تم تصنيفهم بلا تردد بانهم امعات لا رأى لهم ولا موقف وهذا التصنيف لا ينتهى الى هذه الحد بل تترتب عليه مواقف عند الغلبة وفى اقتسام الغنيمة عقابا لهم على مواقفهم المتخادلة .

لهذا فان الاصطفاف اصبح ضرورة تحكم مواقف الفرد والجماعة , والاصطفاف تحت جناح احد الاطراف الفاعلة على الساحة الليبية ليست بالضرورة تعبر عن عقيدة بقدر ما تعبر عن خوف من العقاب المادى والمعنوى , هذا اذا استثنينا التنظيمات الاسلامية والتى يتم الانتماء اليها بناء على عقيدة ولكنها مشوهة هى ايضا ؟

نحن الذين نرى ان الوطن ليس هو الحاكم ؟ والوطنية لا تعنى الولاء لافراد او جماعة ؟ والاصطفاف وراء الكرامة او الوفاق وعدمها لا تمنحنا حق المواطنة او تسلبها منا؟ نحن الذين نرى ان ليبيا اعمق واشرف واقدس من الاسماء والصفات والرموز ؟ نحن الذين نؤمن ان الاشخاص زائلون والوطن باقى وان الكرامة ولدت معنا ولا نسعى لطلبها ؟وان الوفاق والتوافق والشورى هى من موجبات شرعنا واخلاقنا وليست حسنة نتوسل لطلبها ؟

نحن تلك الزمرة التى لاصوت لها بين اصوات القوداف والمدافع واصوات تكبير النفاق من على المنابر فى بيوت الله ...

نحن من خرجنا بارادتنا من قاع النفاق ولا يعنينا بعدها كيف يتم تصنيفنا ...

نحن هم نحن ...يكفى ان يكون الوطن فقط عقيدتنا وليسوا الاشخاص .

محمد طاهر