من يريد أن يفهم ما يجري في سوريا ، عليه أن يعيد الذاكرة لما حصل في ليبيا والعراق ؟
سقط حكم اسرة الاسد العلوي --كما كان متوقعا له -- حيث تأخر عنها ما اسموه بالربيع العربي والذي كان قد اجتاح كل من تونس وليبيا واليمن والعراق ومصر التى استعادت توازنها إلى حين -- تأخر الربيع عن سوريا حين من الزمن لاكتمال الطبخة ونسج المؤامرة -- وجاء اليوم الموعود وتكرر السيناريو القديم بأن الشعب السوري اسقط الدكتاتور وتعالت شعارات - الثوار -- الحرية -- الديمقراطية -- والدولة المدنية --وسوق الاعلام لمشروع التغيير حيث خرج الغوغاء إلى الشوارع يحطمون ثماثيل وصور عائلة الاسد ---؟
نفس السيناريو ونفس الاعلام ---يبثون مشاهد البؤس لمن كانوا في سجون النظام -- لا تمييز بين معارض سياسي كان مسجون بسبب معارضته لنظام الاسد وبين مجرم وقاتل او مهرب مخدرات كان مسجون بسبب جريمة -- الكل ثوار ؟
الكل سيخرج ويحكي عن بطولاته والكل سيخرج وسينتقم بطريقته --
في دول العالم الثالث سقوط النظام يعني انتشار الفوضى--والفوضى ليس لها تاريخ صلاحية وانتهاء -- والدليل ماثل في تجربة العراق وليبيا واليمن --
ما نعرفه عن الشعب السوري انه شعب واعي ويحب وطنه -- هذا هو عزاؤنا أن يعي هذا الشعب المخطط ولا يدمر مقدرات وطنه انتقاما من نظام قد رحل ولن يعود ؟
سوريا قلب العروبة النابض قد يتوقف نبضها إلى الأبد او إلى حين اكتمال المخطط ولكن حتما هذا القلب لن ينبض بالعروبة مرة أخرى-- فالمخطط كبير -- والفوضى خلاقة -- والتالي هو إيران؟
نحن لا نأسف على سقوط نظام حكم فالنظام كان يحمل في ذاته بدور فنائه -- نحن نأسف عن سقوط دولة ومقدرات شعب سيدخل في فوضى لا نهاية لها وتعطله عن التقدم والنمو كما يحصل الان في العراق وليبيا واليمن؟
في أفريقيا ----فلتستعد الجزائر-- لنفس المخطط فهو قادم لها لا محال ؟
انه المشروع الكبير الشرق أوسط الجديد -- واستقرار وامتداد دولة إسرائيل لمن لا يفهم ؟
محمد طاهر