هل رأيتم شعباً غيركم يدفع أمواله ليشتري المـ،،ـوت.
·
الدواء بين أيدي السماسرة والمرتشـ،،ـين ،داء
هل رأيتم شعباً غيركم يدفع أمواله ليشتري المـ،،ـوت.
===============
يا سبحان الله ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، بعد أن كنا نحن الليبيين نستورد الأدوية من الشركات العالمية الكبرى، فايزر وبريستول وجونسون أند جونسون الأمريكية، وروش ونوفارتس السويسرية، وجلاكسو وأسترا زينيكا الإنجليزية، وباير الألمانية، وسانوفي الفرنسية، ونحصل عليها مجاناً أو بأسعار مخفضة هي في متناول كل الليبيين، أصبحنا في زمن اللادولة نستورد أدوية الهند وتركيا وبنغلاديش وباكستان والبرازيل، وأدوية بير السلم في دول عربية، بعضها زارنا وفد منها قبل بضعة أيام ليقنعنا بأن أدويتهم فعالة جداً في علاج كل الأمراض من الكحة والسعال إلى التهاب الكبد إلى الأمراض المناعية العضال، رغم أننا نعلم أن المادة الفعالة المعروفة اختصاراً {API} وهي الأساس في كل دواء تكاد تكون معدومة لأنها مكلفة وهي أغلى عند المرابين والسماسرة العامين مثل الدول، والخواص مثل الشركات من حياة الإنسان الذي هو مجرد صوت في صناديق الإنتخابات المزيفة، ورقم في تعدادات السكان التي تجريها أنظمة العالم التالف لتعرف عدد أرغفة الخبز المطلوبة كي لا تنفجر ثورة الجياع القطيعية الهوجاء، وليس لمعرفة الاحتياجات القائمة والقادمة من حليب الأطفال ومقاعد الدراسة وأسرّة المستشفيات وشبكات المياه والمدن الجديدة وقاعات الجامعات والمصانع والمعامل والمختبرات.
نعم نحن في ليبيا التي سقطت فيها بسقوط الدولة القديمة ومنع قيام الدولة الجديدة كل منظومات الأمان، لم نعد نحصل على الغذاء الجيد مصنوعاً محلياً أو مستورداً بأفضل المواصفات، ولم نعد نعرف الأدوية الحقيقية التي تتعامل مع المرض باعتباره عدواً تنبغي هزيمته وليس خصماً يمكن مهادنته، رغم أننا ندفع المليارات من أموالنا لشركات المراباة وفجار السوق الدوائية الذين تبلغ مديونية بعضهم على الدولة الليبية مليار دينار، معظمها ليس ثمناً للأدوية المستوردة بل ثمن للرشاوى الإجبارية والإختيارية، تدفعها شركات الجريمة المنظمة الدوائية للفاسدين المنضوين تحت مظلة منظومة كبرى للفساد، تبدأ من موظفي استقبال وزارات الصحة وسائقي الوزراء، وتنتهي بقمة هرم السلطة التنفيذية التي أصبح النموذج الظاهر حد الإبتذال فيها منظومة طريق سكة الإجرام التي تقبض أتاوة عن كل شيء من عقود الكهرباء والأدوية والجسور المليارية، إلى وظيفة تافهة في سفارة ليبية لا يدخلها أحد إلا بأن يتنازل عن ربع مرتبه الشهري على الأقل أو يدفع ثمناً مقطوعاً لوظيفة خارجية دولارية، هذا بالطبع أن لم يكن عضواً في منظمة من منظومات السلاح الأقوى من منظومة النهب المحتمية بها والخادمة لها، والمستفيدة منها قدر إفادتها لها.
موتوا أيها الليبيون ليس بغيظكم بل بأمراضكم المنتشرة ومناعتكم المنكسرة، ولا تفكروا حتى في الإحتجاج، فالممثل البارع الذي يأكل مع الذئب ويبكي على الغنم، سيقوم نيابة عنكم بهذا الدور فيلقى خطبة مترجرجة متلجلجة أمام تجمع سماسرة الدواء تجار المرض، فيأخذ لكم حقكم منهم علناً وعلى الهواء، ليلتقيهم بعد انتهاء العرض التهريجي الكوميدي يُراضيهم ويقول لهم سامحوني هاجمتكم قدام الليبيين الأغبياء، لا تبالوا واستمروا في ألاعيبكم الإجرامية التي لا مانع من أن تُفني الغنم مادامت الذئاب ستشبع.
سامحوني على هذا التشبيه الفظ الذي لم أجد غيره في وصفنا نحن الذين يُساقون إلى الموت وهُم ينظرون
"الصحفي محمد بعيو".