=================

يقال انه اثناء اعمال التنقيب والحفر عن النفط فى حوض مرزق والتى يبعد ما يقارب 750 كلم جنوب غربى ليبيا , تم العثور على احفورة صخرية نقش عليها فيل ضخم بالاضافة الى حفريات لرسومات اخرى لم يتم بدل جهدا كافيا لدراستها والتعرف عليها ؟

الاحفورة الصخرية لصورة الفيل فى علم الاثار تعنى ان هذه المنطقة لم تكن صحراء جرداء كما هو عليه الحال الان , بل كانت منطقة غابات وربما كانت آهلة بالسكان. النقش على الصخر دليل على حضارة انسان ما قبل التاريخ فى هذه المنطقة. وهكذا دائما كانت تكتشف الحضارات والآثارالقديمة بمحظ الصدفة ولكن كان هناك دائما من يستثمر هذا الاكتشاف لمعرفة تاريخه وثراته , ولكن بالمقابل هناك من يبيعها بثمن بخس ببضع براميل من النفط ليشترى بثمنها سلاحا ليقتل اخاه .

لقد أنسانا بئر النفط الحضارة ,ففرحنا بالزيت الذى تدفق من حوضنا , وعمرنا الصحراء بالاقمار وبالانوار واستدعينا ابناء العم سام من وراء البحار ليستخرجوا لنا الزيت لنبيعه على شاطىء المتوسط ونكنز ثمنه دهبا ودولارا فى بنوكهم وبنوكنا ؟حتى اذا فاض الكنز سال لعاب الجميع لسرقته وجلب لنا الاطماع من كل حدب وصوب وتكون النتيجة ان يمتزج الزيت بالدم ويتعالى الصراخ والنجدة ؟

الفيل الضخم على الاحفورة اصبح عنوانا لهذا الاكتشاف , حيث تم تسميت هذا الحقل "بحقل الفيل"..

يعتبر حقل الفيل النفطى هو اكبر حقل نفطى فى حوض مرزق ويحتوى على اكثر من 1.2 مليار برميل من الاحتياطيات , والحقل يعتبر مشروعا مشتركا بين المؤسسة الوطنية للنفط وشركة اينى الايطالية ,وفى سنة 2003م قامت شركة اينى بمنح حصة الثلث فى حقل الفيل لشركة كازيروم الروسية , وعليه فان اهتمام الدب الروسى بالصحراء الكبرى لم يأتى من فراغ ( اقراء المقال الذى سبق نشره :ماذا يفعل جمل الصحراء الكبرى فى سيبيريا )؟

عندما قلنا ان الجنوب الليبى اصبح منطقة صراع دولى فى غفلة من اهله, كنا نقصد هذا القول وكنا نعنى ما نقول حيث اصبح الصراع بين الاخوة الليبين هى حرب بالوكالة , على آبار النفط والغاز وما الاطراف المحلية المتصارعة ومهما حملت من يافطات وشعارات ما هم الا وكلاء يعملون بارادتهم او بدونها لحساب اطراف الصراع الدولية.

اهل الجنوب الطيبون يرون صراعا داميا فى حوضهم فى ظاهره بين زعماء مليشيات محلية وهم بين كر وفر ولكن فى حقيقة الامرهو صراع بين قطر وتركيا من جهة , والامارات ومصر والسعودية من جهة اخرى واذا تم تكبير صورة الحوض اكثر من ذلك , بالامكان مشاهدة مخالب روسيا وايطاليا من جهة ومخالب فرنسا وحتى امريكا من جهة اخرى؟

بئر الزيت فى ارض قبيلة تتجاذبها العصبية وحب السلطة والمال , لعنة ستلحق الاذى بالقبيلة وحتى جيرانها , سيتحالف الاخوة ضد ابناء عمومتهم , وسيتحالف ابناء العم على من يعتقدون انهم غرباء عن الدار ؟

النتيجة حرب لا تبقى ولا تذر والكل سيدفع الفاتورة ان لم يكن فى الحاضر فهو فى المستقبل القريب ...

ليتنا احرقنا البئر بارادتنا واحتفظنا باحفورة الفيل فحتما يأتى من بعدنا جيل يعرف قيمته ..

للحديث بقية ..

تباوى ودبلوماسى سابق ..