Toboupost تبوبوست

View Original

الصدمة...

الصدمة ، الخيبة ، الفشل ، الفقد ، الإنتكاسة ، الأزمة ..

كلها أحداث تعطي إيحاء سلبي مرتبط بالوجع والألم والحسرة والخسارة ، وهذا من الناحية الظاهرية والنظرة الأولى صحيح ، لكن بعد مرور العاصفة ندرك أنها كانت مفيدة ، وكانت لحكمة ، فهي كانت ولادة أخرى ، أنضجتنا بقدر الوجع ، صقلتنا بقدر المعاناة ، غيرتنا بقدر الندوب .. جعلتنا نفهم الحياة ببعد أخر ، نرى زوايا أمامنا لم تكن منظورة ، نتحسس الخطأ والصواب ، نعيد حساباتنا ومعاييرنا وتقييمنا ، ونزيل الغشاوة أمام أعيينا لنكتشف ماخلفها .

مر الأنبياء أيضا برحلة شاقة من إيذاء وتهجير وفقد وسجن وخيانة .. جعلتهم في مكانة قادرين فيها على حمل الأمانة .. وبالتالي فتلك الصدمات والخيبات والإنتكاسات التي تمر بنا كان لها أثر إيجابي وكانت ضرورة وكانت مفيدة لخلق رصيد لدينا يمكننا من الأختيار الصحيح والطريق الصحيح والسلوك الصحيح ، وهذا عادة ماندركه لاحقا بعد مرور العاصفة التي نظنها بمحدودية وعينا أو سوء ظننا سقوط أخير بلا قيام ، ونهاية بلا عودة ، وخروج بلا رجوع ، بينما هي في معظمها عاصفة لأجل بداية أخرى ، وزلزال لبناء جديد ، وثورة لنضج أكبر ، كما يقول أدهم شرقاوي ( ثمة لحظات لانعود بعدها كما كنا قبلها )

فهل لنا أن ندرك كل ذلك ، ونحول الأزمة لفرصة ، والصدمة لوعي ، والفشل لنجاح ، والإنتكاسة لبداية ، والخيبة لفعل .. بعيدا عن التذمر والإحباط واليأس الذي يقتل فينا كل رغبة ويجهض كل حلم ويبعثر كل أمل ويضعف كل أرادة .. ونقلب الطاقة السلبية لطاقة إيجابية تدفعنا لواقع أجمل ..