Toboupost تبوبوست

View Original

حفتر في روما ...ما هو المطلوب ..؟



قرأت معظم ما جاء في تعليقات وسائل التواصل الاجتماعي ووكالات الاخبار العالمية ، عن حدث زيارة مشير الرجمة الى روما ولقائه مع رئيسة وزرائها ، والمشاورات التى جرت بالخصوص ، وتفاوتت التعليقات الى مؤيد ومطبل لهذه الزيارة.... وهم كثر ، وبين منتقد لها ومدركا لأبعادها المستقبلية في القضايا التى تمت مناقشتها معه محذرا من خطورتها ؟

ملف الهجرة الغير شرعية ، ملف فاغنر في ليبيا ، الوقوف على حقيقة اتهامات البعض لحفتر بدعمه لأحد الأطراف فى الحرب في السودان؟

هذه ثلاث ملفات خطيرة ومهمة تقلق دوائر صنع القرار الغربي ، اراد الغرب استيضاحهها من مشير أركان الحرب حفتر ؟..

لا اعلم مدى ادراك السيد المشير حقيقة ان الغرب عندما يدعوك للزيارة ويفرش لك السجاد الأحمر ، ويصنع لك برتكول استقبال رئيس دولة وتقوم بتفتيش حرس الشرف على انغام الموسيقى العسكرية ، وانت لست برئيس دولة ولا حتى رئيس وزراء معترف به عندها...ماذا سيكلفك هذا الاستقبال البهيج؟

الغرب المنافق لذيه من المعلومات الاستخبارية الكاملة عن كل هذه الملفات التي ذكرتها ، فمخابرات الناتوا تعمل على مدى 24 ساعة في سماء وأرض ليبيا ، وهى عندما تدعوا اي شخصية ليبية للتحاور معها ليس كما يظن السدج انهم يستجدون مطالبهم ، ولكنهم يبحثون عن اداة لخدمة مصالحهم ...

الهجرة الغير شرعية اصبح ملف يقلق دول جنوب المتوسط من الاوربيين ولم تعد المطالب كما كانت بأن تقوم دول العبور بدور الحارس مقابل ميزانيات ضخمة تكلف خزانة هذه الدول ، بل اصبح مسألة توطين المهاجرين في بلدان العبور مسألة ملحة ؟

ملف فاغنر وروسيا لم تعد ، ورقة ضغط سياسية بل اصبح وجودها خطر على المصالح الحيوية الغربية في أفريقيا واصبح البحث عن من يقوم بالتخلص منها ضرورة جيوسياسية.

الصراع السوداني،- السوداني...صنع لخدمة اهداف بعيدة المدى وربما ليس المطلوب التعجيل بفوز احد الأطراف على الطرف الآخر في القريب العاجل ، وعليه فأن تدخل اى طرف إقليمي لا يفهم هذه المعادلة بدعم احد الأطراف لغرض الفوز هو اخلال بالمعاذلة ويجب إيقافه..

على ضوء هذا التحليل ...واذراك حقيقة ان السيد المشير لا زال مواطنا أمريكيا يحمل الجنسية الأمريكية، وله مصالح في امريكا يجب فهم الزيارة التى يقوم بها الى ايطاليا وذلك كما يمليه الواقع بفرضياته، وليس كما نحب ان نفهمه نحن بعواطفنا وتخيلاتنا ..

تباوي - ودبلوماسي سابق