Toboupost تبوبوست

View Original

حملات التنصير.... لماذا شاب مسلم يرتد عن دينه؟

ما هو التنصير …؟

"التنصير هو تحويل مجتمعات إلى المسيحية، وهو ظاهرة بدأت في أواخر العصور القديمة في الإمبراطورية الرومانية واستمرت إلى أواخر العصور الوسطى في أوروبا. خارج أوروبا، توقّفت العملية توقفًا كبيرًا بسبب عملية الأسلمة الموازية، التي بدأت في شبه الجزيرة العربية والشرق الأدنى."

كثرت فى الآونة الأخيرة الأخبار المتداولة بشأن حملات التنصير فى المجتمعات المسلمة,بعض هذه الأخبار مبالغ بها ولكنها لم تخلو من الحقيقة, ففي ظل انفتاح هذه المجتمعات على العالم وفى ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة , أصبحت دعوات التنصير عبر الأثير وعلنية  , الا ان بعضها أخذ طابع السرية علي هيئة مؤسسات نشاط  مجتمع مدني تمارس مهمتها تحت عناوين , مدارس لغة , ودورات تنمية اجتماعية وكسب مهارات , جمعيات خيرية… الخ ؟ في المقابل    

في اوربا وامريكا يعتنق  بعض  الناس في المجتمعات المسيحية الإسلام, ناس  من أجناس مختلفة وأعمار متباينة وخلفيات اجتماعية وثقافية متعددة ذكورًا وإناثا طلبة جامعات ومدارس ومسنين وموظفين يعتنقون دين الإسلام بشكل يومي  .

حيث تلاحظ  امتلاء المساجد بالشباب المسلم الجديد حتى تضيق المساجد خاصة  أيام الجمعة فيصلون صلاة الجمعة على فَوْجَينِ بل وثلاثة -رغم أن أعداد المساجد زادت وتضاعفت عدة مرات..وفي الشهر الفضيل في صلاة التراويح لا تجد مكانا  من الاكتظاظ  بالمساجد.

** .بالمقابل  في أوروبا معقل المسيحية تجد الكنائس شبه مهجورة.بل حتى وصل الأمر بأن يتم بيعها وتحويلها إلى مساجد وصالات أفراح وقد يرتادها بعض المسنين, ولم يبق من المسيحية في بلادها إلا الاحتفال بأعياد الميلاد التي تحولت إلى نشاط تجاري وعيد الشكر الذي يمثل مناسبة اجتماعية وقليل من المظاهر مع انتشار الإلحاد وطغيان المادية والتفسخ الأخلاقي الغير المسبوق حتى بمعايير الغربيين أنفسهم مقارنة بالوضع  قبل عقود قليلة..و نلاحظ  ايضا تسارعا في دعوات شيطانية تصادم تعاليم المسيحية,.

* لقد استمعت لتسجيل  يحكي فيه شاب ليبي قصة ارتداده ودخوله في النصرانية و"تعميده" داخل ليبيا ونشاطه في "تنصير" غيره من الليبيين حتى أنه …ردد شعار ”عمد ليبيًا تنصر”؟..

ورغم سماعي للشريط أكثر من مرة ..لم يذكر هذا الشاب سببا واحدا مقنعا لدخوله النصرانية..إلا أنه ذكر عبارة في آخر التسجيل قائلا: "حتى يعم السلام العالم..".

*هنا بيت القصيد : شعارات النصرانية تدعو إلى السلام ونبذ العنف والتسامح والمحبة..الخ. وهذا الشعار مؤثر فى ظل الظروف التى تشهدها المجتمعات المسلمة من مظاهر عنف باسم الدين,  لقد تأثر هؤلاء الشباب بهذه الشعارات  في المجتمعات المسلمة  ؟ فلم يروا في هذه المجتمعات  غير العنف والاقتتال والعداوة  ,فهربوا منها الى من يدعوهم الى السلام والأمن دون أن يعرفوا حقيقة هذه الشعارات حيث  انطلت عليهم الدعاية الكاذبة وتم إقناعهم  بها …أنه واقعنا المزري والذي يصعب الدفاع عنه. واقع المسلمين  مزري لا شك في ذلك  ولكن ليس هذا هو واقع الاسلام , فالإسلام كما جاء به نبينا رسالة سلام ومحبة وأخوة ومساواة , رسالة الإسلام الخالي من العنف والاقتتال   

لقد قامت الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة بين دول ترفع شعار النصرانية. كل الحروب الحديثة منها والقديمة شنت باسم الدين, وقد انطلقت من أوروبا إلى العالم,.

يظل السؤال الذي يؤرق الجميع …لماذا شاب مسلم من بيئة محافظة يرتد عن دينه ويعتنق المسيحية ؟

أوجز النقاط التالية  والتي رأيت أنها  قد تكون السبب:

1-ضعف الايمان بالاسلام , وسببها الطريقة التقليدية فى التدين واعتباره موروث اجتماعي ديني يمارس فقط ويفتقد لقواعد الإيمان, الصحيحة.

2-تطلع الشباب المسلم إلى أوربا وأمريكا  باعتبارها  نموذجا للتقدم , واعتقادهم بان سبب تقدمهم  هى المسيحية,حيث لا قيود باسم الدين على المجتمع.

3-الاغراءات الغير قابلة للرفض والتى تقدمها الجمعيات الخيرية الأجنبية, ومؤسسات المجتمع المدني الغربي ,مثل .. التأشيرات الى اوربا وامريكا  , المنح الدراسية والعلاج , الدورات التدريبية القصيرة والطويلة, الوظائف في مدارس تعليم اللغة. وهي اغراءات كمائن المغفلين يتم اصطيادهم بها. 

4-الشباب  المسلم المراهق يعتقد فى المسيحية أكثر انفتاحا للحرية الشخصية منها فى الاسلام ,وبالتالي هو ملاذ و فرصة للهروب من أي التزامات أخلاقية تجاه المجتمع المسلم.

هذه بعض الأسباب وليست كلها ,يمكن ان يضاف اليها القضايا الشخصية للمعنيين , كأن احد تم اضطهاده أو تكفيره او عقابه ماديا او معنويا باسم الدين ..

منع عملية التنصير في المجتمعات المسلمة , مهمة ليست سهلة فهي في تماس مباشر مع سياسات  الدول الراعية لعملية التنصير , وخضوع حكومات العالم الثالث و استجابتها لشروط عملية الانفتاح على الغرب , كشرط للتعاون الاقتصادي والأمني وحتى العلاقة الدبلوماسية, وهو شرط  حرية العقيدة الذي تنادي به المجتمعات الغربية , مبدأ حرية العقيدة …والاجبار على اعتقاد ديانة بعينها  على طرفي نقيض , المجتمعات المسلمة أصبحت بين مطرقة حرية العقيدة , وسندان أحادية العقيدة.

تباوي -ودبلوماسي سابق