ميزة السياسة هى الغموض. والسرية ؟ ، السياسة اذا فقدت الغموض والسرية لا تعتبر سياسة؟ وهناك فرق كبير بين مبتدأ السياسة ، والخبير فى ممارسة السياسة ، الليبيون عموما هم مبتدئون فى ممارسة السياسة وليسوا خبراء ، وحسب وصف التركيبة النفسية والدهنية للعقلية الليبية البدوية ، هى عقلية مفاخرة، وقليلة الصبر، وكثيرة العناد.، ومثل هذه العقلية لا تصلح لممارسة السياسة الا ارتجالا؟

ما دفعني لكتابة هذه المقدمة عن السياسة ، والليبيين، هو مستجدات اطلاق سراح السيد عبدالله منصور ، وهو خبر سعيد ولا شك فى اتجاه المصالحة الوطنية ؟..ورغم سعادة هذا الخبر لكن يجب ان نقف بالبحث والتحليل على بعض النقاط على هيئة تساؤلات منطقية؟

1,-السيد عبدالله منصور تم تسليمه من حكومة النيجر الى ليبيا سنة 2014 بناء على طلب حكومة ليبيا، وكان قد.خرج إليها بعد سقوط النظام فى ليبيا .الرئيس بوعزوم حينها كان وزيرا للداخلية وهو من اشرف على تسليمه ؟

2- السيد عبدالله منصور ينتمي لقبيلة اولاد سليمان وهى ،إحدى القبائل التى كانت داعمة وبقوة لنظام القذافي فى السابق والذي كان اغلب القيادات الامنية والسياسية كانت منهم قبل ان تنشق القبيلة وزعمائها عن القذافي سنة 2011 ، ورغم الحلف القبلي الذي كان قديما يربط اولاد سليمان بالقذادفة؟

3-تم تبرئة عبدالله منصور من التهم الموجه اليه ، ولم تكن هناك حقيقية الامر تهم حقيقة وجهت اليه، اذا استثنينا تهمة انه كان أحد رموز النظام السابق ؟..ولكن لم يطلق سراحه انتظارا لصفقة سياسية او اجتماعية مع قبيلته؟

4-الرموز العميقة في القبيلة، والرموز العميقة فى حكومة الدبيبة ، وهم تحالف المال والسلطة ،والعاملون عليها هم من كان وراء اطلاق سراحه، طمعا فى صفقة مالية من استثمارات الدولة الليبية فى الخارج ، وصفقة سياسية ضمان ولاء قبيلة اولاد سليمان لثالثوت فبراير المال والسلطة ، والنفود؟

5-ظهور قيادات محسوبة قبليا على قبيلة اولاد سليمان ومنتمية سياسيا الى فبراير فى اول ظهور لعبدالله منصور من سجنه يؤكد دور القبيلة في اطلاق سراحه؟

6- ظهور محمد بوعزوم رئيس النيجر ، والمحسوب اجتماعيا على قبيلة اولاد سليمان ، مع وجهاء القبيلة قبل وبعد اطلاق سراح منصور يؤكد دور رئيس النيجر في صفقة اطلاق سراحه؟

7-توجه السيد منصور رفقة وجهاء قبيلته الى النيجر بعد اطلاق سراحه ، يؤكد دور النيجر والقبيلة فيما وصل اليه حرا خارج أسوار السجن؟

يبقى السؤال ...هل هذا تم لوجه الله ولأجل المصالحة الوطنية كما يزعمون، ام كانت خدمة لصفقة مالية وسياسية عملت فى الخفاء؟

تعلمنا فى السياسة ان لا شىء اسمه " لوجه الله والوطن "..فبراير كلها جاءت لخدمة اجنده منها محلية ومنها اجنبية -خارجية؟

وما خفي اليوم سنعلمه، غدا ..

الحقيقة الوحيد هو ان منصور خارج أسوار السجن ؟

تباةي- ودبلوماسي سابق