Toboupost تبوبوست

View Original

قاعدة ويلس الجوية، غادرت ولكن لم تُنسَ.Wheelus Air Base, Gone But Not Forgotten

🔹

العبارة أعلاه (كما الشعار الظاهر في الصورة المرفقة) هي شعار تتخذه مجموعات مختلفة على شبكة المعلومات الدولية تتناول ذكريات بعض المسنين الذين عملوا أو عمل أباؤهم في قاعدة ويلس الأمريكية (قاعدة معيتيقة الجوية ومطارها الدولي حاليا) التي كانت تقع شرق مركز مدينة طرابلس- ليبيا على بعد حوالى 7 كم وتحتل مساحة 20 ميل مربع، وكان بها 15.000 جندي وضابط أمريكي يسكنون داخلها ويعيشون كأنهم داخل الولايات المتحدة الأمريكية، إذ كان لهم سوقهم الخاص والنادي البحري والرياضي والمدرسة الثانوية التي تستوعب 500 طالب ومحطة إذاعة مسموعة ومرئية ومركب لدور السينما ومجموعة مطاعم ومحلات وجبات سريعة وبها أكبر مستشفى عسكري خارج الولايات المتحدة لاسيبما وأنها كانت تعد أكبر قاعدة عسكرية خارجها .

ولمن لا يعلم فهي في الأصل كانت قاعدة جوية شيدها الجيش الإيطالي عام 1923م. تحت اسم قاعد الملاحة الجوية واستخدمها سلاح الجو الايطالي، وخلال عام 1933م.استخدمت الطرقات المجاورة لها مكانا لسباق طرابلس للسيارات، وخلال الحرب العالمية الثانية استخدمها سلاح الجو الألماني (الرايخ الثالث) ثم احتلها الجيش الإنجليزي (الفرقة الثامنة) في يناير 1943م.

وبدأ استخدامها سلاح الطيران الأمريكي في الشهر ذاته وكانت قاعدة لانطلاق القاذفات ضد إيطاليا وألمانيا وفي 1945 سيطر عليها سلاح الجو الأمريكي ومنحت اسم ( W.A.A.F) أي (قاعدة ويلس لسلاح الجو ) على اسم "ريتشارد ويلس" وهو طيار مات في حادث جوي في إيران بداية عام 1945م. وأعيد تنشيطها عام 1947م.، ثم فعلت مرة أخرى تحت اسم (قاعدة ويلس الجوية ) في 1/6/1948، وصارت تحت سيطرة سلاح الجو الأمريكي ثم وقّعت الولايات المتحدة اتفاقا عام 1954م. مع ليبيا تستعمل بموجبه القاعدة وإمكاناتها وظل جنودها وضباطها يمارسون أبشع أنواع القهر ضد سكان المناطق المجاورة لها إلى أن تم طردهم عام 1970م.

ربما جيلي والجيل الذي سبقني شاهد بعض ممارساتهم أو سمع بها من شهود العيان ولمن لا يصدق هذه الرويات حرية تصفح شبكة المعلومات الدولية والبحث تحت المسميات المذكورة أعلاه في اللغة الإنجليزية ليدرك حقيقة المعاناة التي عاشها الليبيون خلال هذه الحقبة .

الصور المرفقة من الشبكة : الشعار محل التعليق / سباق السيارات / الكنيسة الكبرى داخل القاعدة / طائرات سلاح الجو الأمريكي في سماء الأرض التي يحرثها المواطنون باستعمال الإبل ، قبل أن يعرفوا الحرث بالجرار.

الحديث عن إجلاء الأمريكان أو غيرهم يجب ألا يكون ساحة للبهتان السياسي، لقد كان مطلباً وطنياً وواجباً دينياً حققه أبناء هذا الشعب استجابة لنداء تطهير البلاد من رواسب الاستعمار، ويستحق من حققه التحايا كما يستحق شهداء الوطن المجد والدعاء بالقبول .

فهل اقتنع الذين على بصرهم غشاوة أن ويلس غادرت ولكنها لم تُنسَ.

🔹 الدكتور محمد الدويب.

أستاذ التاريخ والحضارات القديمة بالجامعات الليبية.