=============================================

ستشتعل مؤقتا وسائل الاعلام الفضائية في فضائنا الاعلامي ، و ستروج فى لحظات وسائل التواصل الاجتماعي خبر الكارثة ، وسيتصدر خبر احتراق شاحنة وقود بنت بية ، ووقوع ضحايا حرقا صفحات الاخبار المقرؤة والمرئية، وسيخرج مسؤلي الدولة يتسابقون بإصدار القرارات الارتجالية بايفاد المبعوثين الخاصين والعامين ،وا رسال وسائل النقل الطبية الى سبها عاصمة فزان الذى يخلوا مركزها الطبي ومند 10 سنوات حتى من ضمادات جروح ، ومطهرات الحروق؟...وسيخرج علينا من تسببوا فى الكارثة بشكل مباشر او غير مباشر يشرحون لنا تفاصيل الحادث وعدد الضحايا ومكان وقوعها واسماء الخيرين الذين قاموا باسعاف الضحايا، ووسط ضجيج الاثارة والاستعراض ينسون ويتناسون اسباب الكارثة ...؟

يتناسون ...لماذا المواطن فى الجنوب يهرع لصهريج وقود البنزين، ويلقى بنفسه فى الجحيم ، ولماذا قبلها يشتري لتر البنزين بقيمة 3-4 دينار ؟و لماذا قرية مثل بنت بية لا ياتيها الوقود الا مرة او مرتين فى العام ؟ ولماذا يباع الوقود على الطرقات من قبل السماسرة والباعة المتنقلون؟ولماذا لا توجد سيارة اسعاف على الاقل فى كل قرية في الجنوب؟

عندما تحل الكارثة الكل يهرع ليسجل سبق الحدث والخدمة في الإغاثة والاسعاف للمصاب الجلل ، ربما ليس حبا فى الخدمة ( والله اعلم ) ...ولكن لتسجيل موقف اخلاقي لا يخلوا من مطمع سياسي وراءه لاحقا ؟

لقد انتهى حفل الشواء، في صحراء بنت بية ، ووثق الفضوليون بتلفوناتهم الحادث، ونشروها فى صفحاتهم على وسائل التواصل، ورفع الموت ارواح 6 من الغلابا الى بارئهم نسأل الله لهم المغفرة ، ....وثلات أضعاف هذا الرقم يعانون من آلام حروقهم بين مستشفيات الجنوب والشمال ...نسأل الله لهم الشفاء ؟

فزان الحزينة ...ليست فى حاجة الى المزيد من الكوارث ...اللهم لطفك...

الطيب من سبها...