Toboupost تبوبوست

View Original

بلد المليون حافظ للقرآن...



------------------------

تحرص الاسر الليبية بمختلف مكوناتها من عربية وامازيغية وتارقية و تباوية توجية اطفالها ومند مرحلة الطفولة الى الكتاتيب او الزوايا او الخلوات او الجامع (اختلفت المسميات باختلاف المكونات والزمن) لغرض تعلم وحفظ القرآن الكريم ويكون هذا التوجيه فى مرحلة مبكرة حتى قبل سن دخول المدرسة , هذه الثقافة المشتركة فى مكونات المجتمع الليبى لها اسبابها الاجتماعية والدينية فهى ترى فى تعليم وحفظ القرآن مكسبيين الاولى دنيوية و اجتماعية لان الاعتقاد السائد ان الحافظ لكتاب الله هو انسان ورع وثقى وانسان ينشد الاستقامة فى حياته وهو مطلب اجتماعى , واخرى دنيوية ايضا وهى فخرية للاسرة باعتبار ابنهم حامل لكتاب الله وهو مجال تفاخر وتباهى بين الاسر. المكسب الثانى وهو سبب آخروى أى ما بعد الموت وهو الطمع فى الثواب وألاجر من الله للابن و للوالدين فى فضلهما فى توجيه ابنهما لحفظ كتاب الله, والى هنا جيد ولا خلاف فى اسلوب التوجيه والتربية , ولكن من هو هذا الطفل والذى لقن وحفظ (بشد حرف الفا) كتاب الله والذى حفظه عن ظهر قلب وقضى سنوات عمره حتى اصبح رجلا ثم شيخا؟

هل هو ذلك الانسان المحايد بين الحق والباطل؟, هل هوذلك الانسان الذى يصفق للباطل أو يغض البصر عنه ولا يقول الحق عندما يتطلب الموقف ذلك؟

هل هو ذلك الانسان الذى يوسع له فى مجالس المآثم والافراح لغرض الدعاء بصوت منمق ليعقبه الثناء والشكرعليه لتعقبه الصفرة الفاخره من الطعام الى حضرته اولا ؟

هل هو ذلك الانسان الذى ينصح باللالتزام بالبيت عندما تعصف الفتنة بالوطن؟ او ذلك الذى يدعوا على الكفرة والمشركين من على المنبر فى وقت يسمع فيه صراخ النساء المغتصابات من على قرب؟

هل هو ذلك الانسان الذى يقف فى طابور المصرف بجبته ولحيته ولا يتردد فى اعطاء رشوة للمليشاوى حارس المصرف لكى يتحصل على بعضا من الجنيهات؟

هل هو ذلك الانسان الذى يفتى بجواز استلاف المال من المجرم بغرض سداد ثمن فدية لطفل تم خطفه دون ان يقف على المنبر ويندد ويكفر ويدين هذا الفعل خوفا؟

هل هو ذلك الانسان والذى لا يتردد فى حضور مآتم وافراح المجرمين والذين يعلم انهم سرقوا اموال الناس بالباطل او اغتصبوها بالقوة يدعوا لهم ويبارك لهم ويتمنى لهم ذرية من حملة كتاب الله كما يحمله هو؟

السؤال من هم المليون الحامل لكتاب الله فى ليبيا ؟ واين هم من مأساة ليبيا الوطن؟

كيف يحصل كل هذا الفساد ... من قتل وتهجير ،و من سرقة مال عام ، ورشوة، ومحسوبية، وتزوير لمؤهلات علمية وعمالة للخارج،في بلد فيه مليون حافظ لكتاب الله ؟

مع كل احترامنا وتقديرنا للقلة من حفظة كتاب الله ويعدون على أصابع اليد فقط من المليون لم يصمتوا عن قول الحق, وتحملوا ثمن مواقفهم... اعتقالا وسجنا او تهجيرا ؟

عندما يكون الذين طقوسا نمارسها بدون وعى وتدبر , وعندما يصبح كتاب الله زينة نتفاخر به دون معرفة قيمته, او يكون سفرا من الاسفار نحمله دون حكمة , عندما نحمل كتاب الله دون ان نشعر بثقل مسؤلية حمله ..تكون النتيجة كارثية على مجتمع مبتذل كهذا المجتمع الذى نعيشه.

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)

د.صابر التباوى