Toboupost تبوبوست

View Original

دول شمال أوروبا تلجأ إلى الناتو فرارا من بطش بوتين.. أين حياد عقود الطفرة الشاملة؟

إزاء التصاعد المتزايد في حدة الحرب الروسية على أوكرانيا، وفي ظل مشهد دولي واوروبي ملتبس، يراقب العالم بكثير من التوتر انهيار فكرة الحياد بعد أن كانت على مدى عقود ميزة تميزت بها بلدان شمال أوروبية كالسويد وفنلندا ومن قبلهما النرويج، وكانت علامة براقة تآلف تحتها الرخاء والسلام والنمو الشامل.. أظهر كابوس النزاع الزاحف على القارة الاوروبية انه لم يعد هنالك مناص من العودة إلى فكرة الأمن الجماعي التي تعني بالضرورة الانتماء إلى التحالفات والفضاءات الاكبر بحثا عن الحماية والأمان.. لكن المفارقة هي أن نخب وشعوب البلدان الأعضاء في الناتو مثل فرنسا والمانيا وإيطاليا تغرد على خلاف لحن الشعوب الصغيرة التي تسابق الزمن للظفر بعضوية الحلف العسكري الأكبر على الأرض.. فالاصوات الرافضة لعضوية الناتو تعتبره حلفا منتهي الصلاحية وكيانا وهميا مهمته الوحيدة تكريس هيمنة الامريكيين على أوروبا وتسويق السلاح الأمريكي وتصفية أعداء أمريكا، مقابل اغراق أوروبا في الالتزامات والعداوات والتبعية شبه الكلية للامريكي/المتفوق..

وعلى الرغم من عدم وضوح المشهد المستقبلي وضبابية السيناريوهات التي يجهزها بوتين لخصومه المتربصين به، فإنه من غير المرجح ان يمر انضمام السويد وفنلندا إلى الحلف الأطلسي بلا ردة فعل روسية وذلك لكي يثبت بوتين حزمه وقدرته على المعاقبة والانتقام ويوجه رسالة ردع إلى بقية جيرانه الواقفين أمام باب واشنطن طلبا لعضوية سريعة.. قد يكون رد بوتين على الاستفزاز مؤكدا، فهل سيعجز الناتو عن حماية أعضائه الجدد أم انه سيتجرع الإهانة ويمتص الصدمة ويتجاوز عن الاعتداء المحتمل تفاديا لاندلاع الحرب الشاملة؟؟

منقول