Toboupost تبوبوست

View Original

التسلط الفكرى..


أو ما يسمى "الهيجيمونى"..

هو سيطرة طرف على الاطراف الاخرى عن طريق أفكار تعيد تشكيل وعى الناس لصالحه ، ابقاء لتميزه وسلطته وترسيخا لها، وأغلاق باب التفكير النقدى المستقل أمامهم بأعتباره الخطر الاساس على سيطرته..

هو ما حدث للمنطقة العربية ..

منذ عام 74 عندما ارتفعت اسعار النفط اضعاف مضاعفة بعد حرب اكتوبر ، ومع الثروة تحول مركز الثقل الى دول الخليج ، بل انتقلت الرايات من القاهرة ودمشق وبيروت وبغداد الى عواصم انتاج النفط..

وبالتالى حلت ثقافة أحادية مصطنعه ممولة جيدا تقوم على سلطة البترودولار محل ثقافة متنوعة نمت تدريجيا وطبيعيا ، فيها من الاستنارة بقدر ما فيها من أمتاع ..

ومع الوقت..

استطاعت تلك الثقافة الاحادية أن تطرد القضايا التى كانت تحتل العقول مثل ضرورة التنمية ومحاربة الفقر والعدالة الاجتماعية والحداثة والاثار الاجتماعية للتصنيع ودور المرأة فى تطوير المجتمع لتحل محلها أمور تعبر عن أجترارتصويرى ساذج لافكار وقيم قديمه لا تعدوا كونها استدعاءات تاريخية لا تخدم قضايا التنمية المادية والمعنويه ..

وسدت أمام الشباب آفاق المستقبل..

هذا ..

هوما قاد المنطقة فى النهاية الى المصير المظلم التى تعانى منه ، أنهيار دول و اقتتال داخلى وحروب عبثية وتدمير مدن وذبح على قارعة الطريق واسواق نخاسه وسبى نساء وهجرة على الاقدام للملايين وأطفال غرقى فى البحر بحثا عن وطن ..

طريقنا ..

للتخلص من "الهيجيمونى" هو تشجيع التفكير المستقل ، ومراجعة الافكار التى تشوه وعى الناس ، وضحدها علميا و موضوعيا ، والتمسك بالموضوعية بديلا عن الخرافه ، ووضع الماضى فى مكانه نحترمه ولكننا نعلم انه لن يعود "فالحياة كالانهار تتدفق من المنبع الى المصب وليس العكس" ..

وان نفتح الابواب و النوافذ نحو المستقبل..

كى تدخل الضياء ..

ويذهب الظلام ..

الذى جعلنا نتصرف كالعميان..

منقول...