ما وراء زيارة وزيرة الخارجية -الليبي الى الجنوب الليبي وتفقدها لمنافد العبور فى اقصى الحدود الجنوبية؟
كثرت التساؤلات , وعم الهرج والمرج , وانطلقت الشائعات, واشتعلت مواقع التواصل الاجتماعى في طول ليبيا وعرضها بشان موضوع هذه الزيارة الغير معلن عنها ولا باهدافها , وتفاوتت هذه الاجتهادات بين نظرية المؤامرة وبين نظرية حسن النوايا , الا ان الزيارة في حد ذاتها لا زالت تشغل بال كل من يهمه هذا الامر في طرح السؤال التالي :
س/ لماذا هذه السيدة الانيقة والتى تعودت على حياة الرفاهية في امريكا واتى بها القدر كمسؤلة الى ليبيا ان تترك مكتبها الانيق والمريح فى طرابلس ووتجه فى حر هذا الصيف في شهر رمضان الكريم الى اقصى نقطة فى الجنوب الليبي غير عابهه بالمخاطر الامنية ولا بالشائعات التي تحيط بهذ المناطق التى تزورها بانها شبه قد تمثل خطرا على حياتها؟
في تقديري ان السيدة وزيرة الخارجية تعي جيدا ما تفعل , وتدرك جيدا اهمية هذه الزيارة , وهى تحمل رسالة مزدوجة ذات اتجاهين الاولى الى الخارج والدول الاوربية المعنية بامر الهجرة الغير شرعية التى تنطلق من ليبيا مفادها " انا هنا من اجل مكافحة الهجرة الغير شرعية ومكافحة الارهاب كما تطلبون "... والثانية موجهة الى الداخل الليبي مفادها "انا شخصية مستقلة صعبة المراس ولا أعباء كثيرا بالادعاءات والتيارات المختلفة, والصراعات الجهوية والمناطقية بينكم ...انا لدي رسالة معلنة وخفية ولست ملزمة من احد لمعرفة تفاصيلها ؟
ولكن السؤال المهم والذى يطرح نفسه ...هل السيد رئيس حكومة الوحدة الوطنية لذيه العلم بالزيارة ام لا ؟ فى العرف الدبلوماسي يجب ان يعرف ؟ ولكن فى ليبيا لا تتعجب كثيرا اذا لم يكن لذيه علم بالزيارة ؟
الاتحاد الاوربي كان قد عقد اتفاقية شراكة مع ليبيا فى محاربة الهجرة الغير شرعية ومحاربة الارهاب , وقد رصد الاتحاد الاوربي ملايين الدولارات لانجاز هذه المهمة , والاوربيون بطبعهم لا يؤمنون بالاقوال والوعود وانما يؤمنون بالخطوات العملية فى تنفيد هذا البرنامج , ولكي يتم صرف هذه المبالغ لابد من دلائل على الارض تؤكد القيام بخطوات عملية للتصدي لهذه الظاهرة .
في تقديري الشخصي الامرالذي جعل السيدة وزيرة الخارجية ان تترك مكتبها الوتير في هذا الحر من صيف ليبيا وتتجه لمنافد العبور فى الجنوب الليبي , لم يكن لاجل عيون شيوخ وعجائز القطرون الذين يعيشون في ظلام دامس مند اشهر , ولا من اجل الشيخ سلطان التبو والذي فرح لزيارتها واستقبلها في بيته , ولا من اجل ذلك العسكري الذي اللتقت به عند نقطة الحدود في بوابة التوم وهو يشتكي لها من قلة الإمكانيات,؟
وانما الامر برمته كان من اجل ارسال رسالة من عين المكان الى الاتحاد الاوربي بانن فى اقصى نقطة فى الجنوب الليبي النقطة التى تنطلق منها الهجرة الغير شرعية الى اوربا , واعمل على تشخيص المشكلة لكتابة التقرير اليكم.
اذا كان تمت فائدة حصلت عليها السيدة الوزيرة من هذه الزيارة هو تصريح ذلك العسكري البسيط عند بوابة التوم الذى اشتكى لها من قلة الامكانيات ,هذا التصريح هو شيك مصدق للافراج عن الملايين من الدولارات التى تم رصدها من الاتحاد الاوربي لمحاربة الهجرة الغير شرعية في ليبيا ؟
يبقى السؤال عالقا :::متى وكيف واين ولمن تصرف هذه الملايين من الاتحاد الاوربي؟
ملاحظة ذات اهمية ...
---------------------
الهجرة الغير شرعية هو كالسراب يحسبه الظمآن ماء وسيظل الاوربيون يطاردونه دون نتيجة , وهي نتيجة لحالة سرقة مزمنة قامت بها الدول الاستعمارية لخيرات القارة الافريقية , وسيلاحق الافارقة خيراتهم الى اوربا مهما طال الزمن, ولن يجدي رصد الملايين من الدولارات لمعالجة هذه الحالة .