Toboupost تبوبوست

View Original

القبيلة... والبيعة الرابعة..؟

------------------------

من شعار أدرسنا يا أدرسنا والله يخلى أدرسنا ....الى ابليس ولا حكم ادريس...؟

من شعار بالروح بالدم نفديك يا عقيد ....الى أرحل أرحل يا عقيد ...؟

من شعار يا حفتر يا صنديد....الى ارحل يا اسير وادى الدوم "؟؟؟)

من شعار تحيا مصر ويحيى السيسى ...الى الشطر الذى لم يحن موعده بعد؟

من مئات وثائق العهد والبيعة والتى قدمت الى الملك أدريس السنوسى ,الى آلاف برقيات التأييد والبيانات المكتوبة بدم كذب على صحائف مزورة قدمت فى حفل بهيج ووسط هتافات وصراخ جموع غفيرة من وجهاء واعيان قبائل لها وزنها عددا وعده الى العقيد القذافى ...

من كل ذلك نستخلص ذاكرة اليمة من عهود النفاق والبيعة , وأن كنا لا نملك من مكتبة التاريخ بالدليل صوتا وصورة عينات من عهود بيعة الراحل ادريس , ألا اننا نملك الكثير منها من عهود بيعة الراحل القذافى؟

ما دعانى الى كتابة هذه الاسطر هو ما شاهدته من وفود بعض القبائل وهى تحج الى القاهرة مستنجدة بالسيسى لردع اردوغان الذى يحن ويعمل على احياء امجاد الدولة العثمانية ؟ وايضا قبلها ما شاهدته فى موسم العام الماضى من وفود للحج الى الرجمة لمبايعة السيد المشير وقد شاهدت وهى تلقى على مسامعه نفس البيانات ووثائق العهد والبيعة التى قدمت فى عهود مضت وقد نفضوا من على حولها غبارالعهود الغابرة من بيانات ومواثيق مبايعة كانوا قد قدموها الى الملك ادريس والى العقيد القذافى والى اللمشير خليفة حفتر واخيرا عبروا بها الحدود الى قاهرة المعز حيث السيسى.... انها البيعة الرابعة ولاشك ؟

بحث فى مفردات اللغة العربية عن توصيف لهذه الحالة من التبدل والتغير فى مواقف هذه القبائل والذى لا يقبله حتى منطقهم القبلى والذى يفتخرون به؟, فلم أجد اى مفرده تصلح لتوصيف هذه الحالة .

فما هو السر وما هو التفسير ؟ هل القبيلة هى بالاساس كيان خائن ومراوغ بطبعها ولا يؤتمن جانبها ؟ هل القبيلة مع الواقف والقوى حتى وان كان عدوها , و ضد الضعيف والمهزوم حتى وان كان من رهطها ؟ ما هو التفسير النفسى لهذه الحالة ؟

استعنت ببعض المراجع فى التحليل النفسى لتسليط الضوء على هذه الحالة حتى لا يكون تحليلا مزاجيا لا يستند الى اساس. فوجدت التوصيف التالى :

"الشخصية القبلية شخصية واقعية بامتياز بل قل برجماتية اى تجيد استعمال قوانيين الربح والخسارة وتشخص بدقة مجالات نفعها ومواطن مصلحتها على الرغم من ثقافة الترحل والرعى وعدم الاستقرار"

"المنطق القبلى لا يسمح بالانحياز الا للغالب ولا يغامر بالانحياز للمغلوب ولا يقامر بمناصرته لان مقياس التعامل مع الاخر ينبنى على تشخيص دقيق للكسب ومعرفة ذكية بمواقع الاستفادة "

وهذا التحليل فى حد ذاته له اساس.. فالقبيلة بنية دهنية وثقافة ضاغطة متحكمة فى السلوك , فالشخصية القبلية تحب بعمق وصدق ولكنها تكره كذلك بشدة.

ربما هذا هو التفسير المنطقى لحالة التبدل والاصطفاف وراء الغالب والقوى والمنتصر ونبذ الضعيف والمهزوم حتى وان كان من نسل القبيلة نفسها.

ان زيارة بعض رموز القبائل الليبية الى القاهرة ودعوة الجيش المصرى للتدخل فى الشأن الليبى , وهى ترفع شعارات الامن القومى ووحدة الشعبين المصرى والليبى , لا يمكن ان يخلوا من تحت عباءتها شعارات ومفاهيم الربح والخسارة والتى ذكرناها سابقا , هذه الشعارات ليست لها اى علاقة بمفهموم الوطن , لان لا احد من هؤلاء يملك شرعية التفويض ليتكلم باسم عموم الوطن او عموم الشعب ؟

لا يجب ان يفهم من هذا التحليل منح صك برأة وتزكية لما قامت وتقوم به حكومة يقال انه شرعية فى طرابلس , فهذه الحكومة هى الاخرى لا تملك تفويضا بان تتكلم وتعقد اتفاقيات باسم الشعب الليبى لانها تفتقد نفس الشرعية التى تفتقدها رموز القبائل التى زارت القاهرة ؟

لقد شاهدنا البرلمان المصرى المنتخب من الشعب المصرى يعقد جلسة خاصة بهذا الطلب ليعطى الشرعية للرئيس ؟

فمن يا ترى اعطى الشرعية لحكومة الوفاق بطلب التدخل التركى فى ليبيا ؟ ومن اعطى الشرعية لرموز القبائل لطلب التدخل المصرى فى ليبيا ؟

الذين يديرون المشهد الليبى لا يملكون الشرعية , والعالم الغربى يعرف هذا جيدا ولكنه يتجاهلها لمصلحته العليا والتى بدأها مند سنة 2011م.

للحديث بقية ..

تباوى ودبلوماسى سابق