الدولة الذي يختفي فيها قسريا , القاضى , والدكتور , والناشط المدني , هذه لم تعد دولة بل غابة يحكمها قانون الغاب , وحتى قانون الغاب يتبرأ منها لان قانون الغاب او الغابة هو فى النهاية قانون تحكمه القوة وقد يلجاْ الضعيف الى القوي لحمايته .

=القاضى مصطفى لندي واسرته من مكون التبو من منطقة الكفرة خرج ولم يعد حتى الساعة وذلك اثناء دهابه الى مقر عمله , ومهما تفألنا خير فى قصة اختفائه الا ان هاجس وشكوك اختفائه قسريا يزداد كل يوم لم يعثر عليه , وهنا الشكوك تدور دائما حول المستفيد من حادثة اختفائه فالقاضى ليس له اعداء الا المجرمين والمهربين والسراق او حتى بقايا اصحاب الكراهية من الصراعات الاجتماعية بالمنطقة.

=الدكتور صديق بن دله ....طبيب واخصائى جراحة عظام مشهور فى طرابلس , اختفى فجئة اثناء دهابه لعمله , ولا اعلم حتى الساعة بقصة رجوعه الى اهله ؟ الطبيب ليس له اعداء اذا استثنينا المجرمين والذين يشتمون رائحة المال فى قيافته ويخطفون لغرض الابتزاز , ولكن فى دولة فبراير المجيدة رأينا الطبيب يخطف ويعذب لان مريضه مات تحت العلاج.. ورأينا الطبيب يستجوب من قبل مليشياوي لانه رفيقه مصاب وتأخر علاجه؟

=الناشطة سهام سرقيوه لا زال قصة اختفائها لغز رغم تنديد منظمات دولية وتدخل بعثة الامم المتحدة بالبحث والتنديد عن اختفائها ؟

كان من المفترض ان لا يكون هناك اعداء لنشطأ المجتمع المدنى , فدولة فبراير احدى اهم شعاراتها هى المطالبه بالدولة المدنية ؟

ولكن كيف نأمن على نشطأ المجتمع المدنى والذى سلاحهم الكلمة والرأي الاخر وانتقاد فساد المسؤلين فى دولة ينخرها الفساد ويلقى فيها من ينتقد الفساد فى غياهب السجون فى احسن الاحوال ؟

= المحامية حنان البرعصي ...الدولة التى تغتال فيها امرأة بالرصاص وفى وضح النهار لانها جاهرت برأيها ...هذه دولة لا يجب ان يعلق عليها ..

هؤلاء الاشخاص هم ضحايا الاختفاء القصري فى دولة فبراير للمثال لا للحصر , وما خفي كان اكبر واعظم ...

نترحم على جميع من دفعوا حياتهم ثمنا من اجل مواقفهم, ونستبشر خيرا برجوع كل الذين اختفوا قسريا نتيجة مواقفهم الي اهلهم وذويهم...

محمد طاهر