===========================================
مند سقوط النظام السياسى فى ليبيا سنة 2011م , اصبح اللجواء الى الخارج والاستعانة بالقوى الدولية لمواجهة الخصوم السياسيين عادة لجاء اليها الليبيون بمختلف توجهاتهم السياسية ,وانتمائاتهم الاجتماعية والمناطقية , فاقلية التبو فى ليبيا لم تكن اول المعنيين بالموضوع فكانت قبلهم مناطق وقبائل واحزاب وصل بهم الحد الى التعاون العسكرى الوجستى تحت غطاء المساعدات الانسانية , وحتى استقدام قوات اجنبية للاراضى الليبية بغرض الاستقواء على الخصوم السياسيين.
القوى الدولية سواء الاقليمية او الدولية الغربية لا تمانع مطلقا فى التواصل مع المكونات السياسية والاجتماعية الليبية , فالكل ينظر الى مصلحته والسعى الى تأمين موطىء قدم فى دولة ليبيا المترامية الاطراف بما تمثله من مصالح اقتصادية وجو سياسية على المدى البعيد .
اقلية التبو فى الجنوب الليبى رقم مهم لا يمكن ان يتجاهله من يسعى لربط مصالحه فى ليبيا ,فهم حلقة الوصل الاجتماعى بين افريقيا السوداء والشمال العربى فى دولة ليبيا , وهم المعنيون بمسألة الهجرة الغير شرعية التى تزعج الاوربين , لان هذه الهجرة تمر عبر مناطقهم , ومن ناحية اخرى فأن الصراع الاهلى فى الجنوب الليبى بين اقلية التبو والقبائل العربية اتخدت منحى سياسى ومهد لتدخل خارجى بحكم اهمية الجنوب الاقتصادية والغنية بمصادر الطاقة فاكبر الحقول النفطية والتى تمد اوربا بالغاز والنفط مثل حقل الشرارة وحقل لفيل كانت تحت سيطرتهم وهم قادرون على تعطيله حتى وان خرجت من تحت سيطرتهم .
الصراع فى مرزق بين اقلية التبو وبين اهالى مرزق من غير التبو , ونتائج اجتياح مرزق فى شهر فبراير 2019 من قبل قوات الكرامة , وما تبعها من قصف للطيران لابناء التبو فى مجزرة الاحد الاسود والتى راح ضحيتها اكثر من 47 مدنيا , وتقاعص الحكومات الليبية عن التدخل وانصاف مكون التبو واخد حقوقهم , عجلت بردود افعال اقلية التبو للانتقام من قتلة ابنائهم الامر الذى ادى الى اعتبار منطقة مرزق منطقة صراع اهلى قابل للتطور والثأثير على المناطق الاخرى ايضا.
هذه العوامل وغيرها جعلت اقلية التبو تنظر الى مصالحها و السعى الى تأمين وجودها , وحماية نفسها سياسيا باعتبارها اقلية مستضعفة , وهو ما حدى بها للاستجابة الى دعوات بعض الدول مثل الامارات وايطاليا الى الاجتماع ببعض قياداتها .
انا لست متأكد ما ان كان هذا الحراك سينتج عنه مواقف لصالح اقلية التبو فى المستقبل القريب , ولكننى متأكد من ان هذا الحراك قد اخرج قضية اقلية التبو من الشأن المحلى الى الشأن الدولى؟
ادمن تبوناشن ..