الخيانة الفرنسية
كتاب صدر مؤخرا ، ألفه صحفيان فرنسيان ( كونتين مولر ، برايس أندلوير ) يتحدث عن الإهمال الذي تعرض له المرتزقة من المترجمين الأفغان الذين عمِلوا مع الجيش الفرنسي في أفغانستان وكيف تخلت عنهم فرنسا وتركتهم لوحدهم في مواجهة خطر الجماعات المسلَّحة دون أي حماية .
من عام 2001 إلى عام 2014 ، أثناء أحتلال جنود الناتو لأفغانستان ، أستخدم الجيش الفرنسي 800 مترجم أفغاني . وهم يمثلون عنصرا هاما في عمل الجيش الميداني ، وقد أعتبرهم الجيش الفرنسي جنودا كاملين . وأرتدى البعض الزي العسكري والأسلحة في العملية . ومع ذلك ، بمجرد أنسحاب فرنسا من أفغانستان ، رفضت منح تأشيرات لأكثر من نصفهم ، دون أن توضح السبب .
اليوم ، وضعهم كارثي . مهددون بالموت ، مضايقات ، يجب عليهم الاختباء من طالبان ، فالمجتمع الافغاني يعتبر الذين أشتغلوا مع الجيش الفرنسي خونة ، وتتعرض عائلاتهم لضغوطات وحتى للقتل رغم أنهم يغيرون السكن باستمرار .
ليست هذه هي المرة الأولى في تاريخها التي تترك فيها فرنسا شعوراً بالخيانة والتخلي عن أولئك الذين خدموها خارج حدودها
في ذات السايق .. ظهرت صورة لدبلوماسي أمريكي يوجه لكمة لعميل فيتنامي تعاون مع أمريكا لمنعه من الصعود الى أخر المروحيات المغادرة التي أمتلئت فوق طاقتها بالرعايا الأمريكيين بعد سقوط العاصمة سايغون بيد جيش فيتنام الشمالي و إنهزام أمريكا . حيث كانت تتم بسرعة عملية الإجلاء للقوات الأمريكية وطاقمها الدبلوماسي بواسطة طائرات مروحية وترك الألاف من الفيتناميين المتعاونين مع أمريكا يواجهون مصيرهم .
حين سئُل الدبلوماسي الأمريكي عن فعلته قال : ( مهمته أنتهت هناك
نماذج توضح كيف ينظر المستعمر لمن يتواطئون معه ضد بلدانهم .. وكيف يتخلى عنهم بعد أنتهاء مهامهم .. ربما تصل الرسالة للذين يتحالفون مع فرنسا وبريطانيا وأمريكا وإيطاليا ، في هيئة ( معطيي أحداثيات ، مخبرين ، مترجمين ، شهود عيان ، نشطاء مجتمع مدني ، إعلاميين ، ساسة ، قادة مليشيات ) ...